لم يخض بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني في التفاصيل، أمس الخميس، عندما أعلن عن اعتقال أحد زعماء المافيا الإيطالية بالمغرب، غير أن أصداء ذلك في البلد الأوروبية، تبرز أن الأمر يتعلق بصيد ثمين، كما حدث في مارس الماضي، عند أوقف الأمن المغربي مافيوزيا مطلوبا من العدالة الإيطالية.
ورد في بيان المديرية العام للأمن الوطني، أمس الخمس أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تمكنت بتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، بناءا على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، زوال اليوم الأربعاء 29 ماي الجاري، من توقيف مواطن إيطالي يبلغ من العمر 56 سنة، وذلك للاشتباه في تزعمه لأحد فروع المافيا الإجرامية الإيطالية المعروفة باسم la Camorra.
وأضاف البلاغ أنه، تم توقيف المواطن الإيطالي المبحوث عنه بمدينة طنجة، تنفيذا للأمر الدولي بإلقاء القبض الصادر في مواجهته عن السلطات القضائية الإيطالية، وكذا إعمالا للنشرة الحمراء بمثابة طلب التوقيف المؤقت رهن مسطرة التسليم الصادرة عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية -أنتربول، وذلك للاشتباه في ارتكابه لأنشطة إجرامية في إطار المافيا الإيطالية، تتمثل في ابتزاز رجال الأعمال والعنف والقتل العمد والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.
الخبر لم يمر دون أن يلفت انتباه وسائل الإعلام الدولية، فقد تجلى أن الأمر يتعلق رافاييل فاليفوكو، الذي يشتبه بكونه زعيم خلية "بارانسا" التابعة لمافيا كامورا، وفق ما نقلت مصدر أمني وكالة فرانس برس الخميس.
ويشير موقع صحية" لا ريبوبليكا" إلى أن رافاييل فاليفوكو، الذي اعتقل بالمغرب، كان ضمن قائمة لأخطر خمسين هاربا من العدالة الإيطالية.
وأشارت إلى أنه اختفى بعدما أدين ب29 عاما حبسا، مؤكدة أنه الاتهامات التي وجهت له، ترجح أن يحبس ثلاثين عاما، بعد توقيفه بالمغرب.
وأكدت أن الشخص الذي ينتظر تسليمه للسلطات بلداه، أوقف في مارس 2012 بمنطقة الأندلس بإيطاليا، بمعية جيوسيبي بولفيرينو، المشهور تحت إسم" البارون "، والمعتبر أحد أحضطر مهربي المخدرات بإيطاليا.
غير أن عيبا في الشكل، فرض إطلاق سراح فالفوكو، كي يختفي من جديد، قبل أن يعلن عن توقيفه بالمغرب أمس الأربعاء.
ونشر نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، اليوم الخميس، تغريدة على حسابه الرسمي، على موقع تويتر، إلى توقيف 12 عضو بأيطاليا وعضو بالمغرب، قائلا: “يستمر التنظيف، شكراً للأمن المغربي ، وللمحققين، وسلطات الرباط.لا هدنة للمجرمين".
وكانت الشرطة المغربية أوقفت في مارس بأوريكا بضواحي مراكش ايطاليا يدعى أنطونيو برينو (44 سنة) يشتبه بكونه أحد قادة شبكة "مازاريلا" التابعة لتنظيم كامورا، بحسب بيان للشرطة.
وكان برينو بدوره مدرجا على اللائحة الحمراء للشرطة الدولية (أنتربول) بموجب أمر اعتقال صادر عن السلطات الإيطالية، للاشتباه بتورطه في قضية قتل عمد وحيازة أسلحة نارية بدون سند قانوني.
ولا يزال برينو رهن الاعتقال في المغرب، في انتظار بت امر تسليمه للسلطات القضائية الإيطالية، بحسب مصدر أمني.
وأوقفت الشرطة المغربية خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام 22 أجنبيا كانت صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية، وفق المصدر نفسه.