بعد تعرضها لحادث بسبب خلل في تركيب جزء مهم، اضطر الجيش الألماني إلى إخراج إحدى طائرات الحكومة الألمانية التي تستخدمها المستشارة من الخدمة. فماذا حدث كي يتخذ الجيش هذا القرار؟
بعد أن تعرضت لعدة أعطال تقنية استدعت هبوطاً اضطرارياً في أكثر من مناسبة، قرر الجيش الألماني إخراج طائرة المستشارة أنغيلا ميركل من نوع "غلوبال 5000" من الخدمة.
وبحسب معلومات نشرها موقع "شبيغل أونلاين" الإلكتروني، فإن شركة "بومباردييه" المصنعة للطائرة أبلغت المفتش العام للجيش الألماني (قائد الجيش) بأن الطائرة تعرضت لتلف تام، وأن الأضرار التي لحقت بأجنحة الطائرة وهيكلها تستدعي إصلاحات تتجاوز قيمة الطائرة الفعلية.
وكانت الطائرة في السادس عشر من أبريل الماضي قد أقلعت من مطار "شونفيلد" في العاصمة برلين بعد صيانة دورية أجرتها "بومباردييه".
لكن، وبسبب جزء من جهاز التحكم تمت إعادة تركيبه بالخطأ، فقد طياراها السيطرة عليها واضطرا للهبوط اضطرارياً. إلا أنه، وأثناء عملية الهبوط، لم تستطع الطائرة الهبوط على المدرج، وانزلقت على العشب المجاور له واصطدمت بعدها بإحدى الإشارات.
من جانبها، اعتبرت الشركة المصنعة أن قيمة الطائرة، التي أصبحت جزءاً من الأسطول الحكومي الألماني عام 2011، تتراوح بين ستة وثمانية ملايين يورو، وأن الأضرار التي لحقت بها جراء هذا الهبوط الاضطراري تستدعي إصلاحات طويلة الأمد، لاسيما وأن عدداً من قطع الغيار اللازمة لطائرات سلسلة "غلوبال" لم تعد متوفرة، وأن فترات صيانة الطائرة ستكون أقصر بكثير من المعتاد، ما سيكون غير ممكن بالنظر إلى الضغط الشديد التي تتعرض له طائرات الحكومة الألمانية بسبب استخدامها الكثيف.
لذلك، طلبت وزارة الدفاع الألمانية من الشركة إخراج الطائرة من الخدمة. يشار إلى أن طائرات سلسلة "غلوبال"، المنتمية إلى ما يسمى بـ"الأسطول الأبيض" للحكومة، مخصصة للرحلات الجوية داخل ألمانيا وأوروبا، وأن تلك الطائرات تُستخدم من قبل وزراء الحكومة الألمانية والمستشارة بشكل منتظم وبكثرة.
لكن يبدو أن الفرج قريب: إذ قام الجيش الألماني بشراء ثلاث طائرات من شركة "بومبادييه" من طراز "غلوبال 6000" قبل هذا الحادث، وهي حالياً قيد الاختبار في كندا وسيتم تسليمها للجيش خلال الأسبوع الحالي، بحسب ما ذكرت "شبيغل".
هذا وكانت أكثر فضائح تلك الطائرات انتشاراً ما تعرضت له المستشارة ميركل أثناء سفرها إلى قمة العشرين التي أقيمت في بوينيس آيريس الأرجنتينية عام 2018، حيث تعرضت طائرتها لعطل فني دفعها للهبوط في مدريد، لتواصل المستشارة ومساعدوها سفرهم إلى الأرجنتين من هناك بطائرة تجارية.