بعد حوالي 17 عاما من أحداث 11 شتنبر2001، خرجت علياء غانم، والدة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، في حوار مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، لتكشف العديد من الحقائق، عن حياة ابنها البكر الذي تم قتله من طرف الجيش الأمريكي في مطلع ماي 2011.
علياء غانم روت للصحيفة البريطانية وهي جالسة إلى جانب صورة ابنها عن معاناتها لبعده عنها، "حياتي كانت صعبة جدا بسبب ابتعاده عني"، مشيرة إلى أنه كان "ولدا صالحا ومحبا".
وأثناء الحوار الذي أجري بالقصر الفخم الذي تعيش فيه غانم بمدينة جدة السعودية، كان أخوا زعيم تنظيم القاعدة غير الشقيقين أحمد وحسن، وكذا زوج والدته محمد العطاس، الذي قام بتربية أسامة بعد انفصال والدته عن والده وهو في سن الثالثة، ينصتون لحديث علياء غانم، وكل منهم في جعبته قصة يرويها عن أسامة بن لادن.
وكشفت والدة بن لادن لـ"الغارديان" أن ابنها كان خجولا ومتفوقا في دراسته، قبل أن يتعرض لغسل دماغه في سن العشرين، على يد عبد الله عزام، عضو جماعة الإخوان المسلمين، الذي التقاه أسامة عندما كان يدرس الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز، "لقد صار رجلا مختلفا". وأكدت أن الدافع الأول وراء غسل دماغ ابنها هو الرغبة في الحصول على أمواله، سيما وأن عائلته تعرف كإحدى أغنى العائلات السعودية.
وقالت علياء غانم، التي تبلغ من العمر 70 سنة، إنها لم تكن تتوقع أن يتحول ابنها إلى جهادي.
من جهته، أوضح حسن أن أخاه كان قد سافر إلى أفغانستان مطلع الثمانينيات، لمحاربة الاحتلال الروسي، "كنا فخورين به، والسلطات السعودية كانت تعامله باحترام، قبل أن يصير أسامة الجهادي".
وحسب الحوار ذاته، فقد تلقت عائلة بن لادن خبر أحداث 11 شتنبر بنوع من الصدمة، كما صرح أخوه أحمد "لقد شعرت بشعور غريب، وكنا نعرف أن أسامة وراء الأمر... لقد شعرنا بالخزي منه وعرفنا أننا سنواجه عواقب وخيمة، ما دفع جميع أفراد العائلة إلى العودة للسعودية".
وكان أسامة بن لادن قد قتل رميا برصاص من طرف فريق للبحرية الأمريكية سنة 2011، مخلفا في الطريق الذي سلكه ابه الأصغر حمزة ذي التسعة والعشرين عاما، والذي صنف السنة الفارطة كإرهابي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية.