يلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، القادة الإسرائيليين، اليوم الأربعاء، لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن.
وهذه الجولة الخامسة في الشرق الأوسط لبلينكن الذي زار، يوم أمس الثلاثاء، مصر وقطر اللتين تؤديان دورا رئيسيا في جهود الوساطة، قبل أن يصل، ليل الثلاثاء الأربعاء، إلى تل أبيب.
وأكدت "حماس"، يوم أمس الثلاثاء، أنها قدمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة الذي طرحه مسؤولون أمريكيون وقطريون ومصريون، نهاية يناير، في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.
وأفاد مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه أن أمير قطر أبلغ بلينكن، يوم أمس الثلاثاء، برد حركة المقاومة الفلسطينية مع بداية اجتماعهما في الدوحة.
وأفاد مصدر في "حماس"، الأسبوع الماضي، بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل، وينص في المرحلة الأولى على هدنة تمتد على ستة أسابيع، تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات، يوميا، إلى غزة.
وأعلن رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بلينكن، في الدوحة، "تلقي رد من الحركة بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي"، مضيفا أنه "متفائل"، لكنه رفض مناقشة رد حماس بالتفصيل، نظرا إلى "الظروف الحساسة".
ولاحقا، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن جهاز الاستخبارات "الموساد" يدرس رد "حماس" على مقترح التهدئة؛ حيث قال، في بيان، إن "الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييما لتفاصيل (هذا الرد) بتمعن".
وميدانيا، وفيما كانت طائرة بلينكن تهبط في تل أبيب، كان يتواصل القصف والقتال على مسافة أقل من مائة كيلومتر إلى الجنوب، في مدينتي خان يونس ورفح في غزة، بحسب شهود عيان.
ومنذ بداية الحرب، دمرت أحياء بالكامل، بسبب القصف الإسرائيلي، وهجر 1,7 مليون شخص من بين حوالى 2,4 مليون نسمة يعيشون في القطاع.
ويتكدس أكثر من 1,3 ملايين نازح في رفح في أقصى جنوب القطاع، على الحدود مع مصر؛ أي خمسة أضعاف عدد سكانها الأصليين من أصل عدد سكان غزة، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
لكن هذه المدينة قد تكون الهدف التالي لإسرائيل؛ حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء أول أمس الاثنين، من أن الجيش "سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد (...) حتى آخر معقل لحماس؛ أي رفح".
وأجلي حوالي 8 آلاف نازح من مستشفى الأمل المحاصر في خان يونس كانوا قد لجأوا إليه، بعد أسابيع من القصف العنيف والقتال في محيطه، وفقا للصليب الأحمر.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 100 شخص، على الأقل، قتلوا، ليل الثلاثاء الأربعاء.
وأشار الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لايركه، إلى أن "تصعيدا للقتال في رفح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك".
وأتاحت هدنة أولى استمرت أسبوعا، في نهاية نونبر، إدخال مساعدات إلى القطاع، وإطلاق سراح 105 رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
وفي الدوحة، قال بلينكن: "لا يزال هناك عمل كثير يتعين القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه".
واعتبر أن المقترح الذي تم التوصل إليه، خلال اجتماع في باريس، نهاية يناير المنصرم، يفتح الأفق أمام "تهدئة طويلة الأمد" وأمام "الإفراج عن رهائن وزيادة المساعدات" إلى غزة، التي تواجه أزمة إنسانية "كارثية"، وفق الأمم المتحدة، مشددا على أن هذا الأمر "سيكون مفيدا للجميع".
إلا أن "حماس" تطالب بوقف إطلاق نار وليس هدنة جديدة، فيما تشدد إسرائيل على أنها لن توقف نهائيا حربها على غزة، إلا بعد "القضاء" على الحركة، وتحرير كل الرهائن، وتلقي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.
والثلاثاء، نقل بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نتانياهو قوله: "نحن على مسار النصر الكامل ولن نتوقف. إنه موقف الغالبية الساحقة من الشعب".
وخارج غزة، ما زالت التوترات تتصاعد في المنطقة بين إسرائيل وحلفائها، من جهة، ومن جهة أخرى، إيران و"محور المقاومة" الذي يضم، بالإضافة إلى "حماس"، حزب الله اللبناني، ومجموعات مسلحة في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن.
ومساء يوم أمس الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه حصل على وثائق "تثبت" تحويلات بقيمة 154 مليون دولار من إيران لـ"حماس"، في الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020.
وخلال الليل، قتل ثمانية أشخاص، على الأقل، بينهم مدنيون في قصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة حمص في وسط سوريا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.