أوضح نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه "ساهمنا في تجربةٍ متفردة، منذ 2012، تقاسمناها مع حزبِ العدالة والتنمية وأحزاب وطنية أخرى، وانبنت على الإرادة في مواصلة المسار الديموقراطي والتفعيل السليم للدستور".
وأضاف نبيل بن عبد الله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية، إنه "كان يحدونا الأمل في أن تكون قوى الصف الوطني والديموقراطي (أي الكتلة الديموقراطية انذاك) كُلُّها مُساهِمَةً في تلك التجربة، حيث لم نَدَّخر جهداً في سبيل تحَقُّقِ ذلك، دون جدوى للأسف، سواء مع حكومة 2012 التي تميزت بحضورٍ سياسي قوي ونَفَسٍ إصلاحي واضح، أو كذلك إثر انتخابات 2016 التي تشكلت على أساسها حكومة 2017، المشلولة والمتضاربة، بعد بلوكاجٍ طويل وعسير".
وتابع: "عشنا، إذن، تجربةً لم نُفرِط أبداً خلالها في هويتنا ولا في مرجعياتنا. بل كنا ندافع عن المسار الديموقراطي ونقف في وجه التعثرات التي كانت تُهدِّدُه. والتي تُؤكدها انعكاساتُها السلبية على متانة وقوة الفضاء السياسي إلى يومنا هذا".
وأوضح أنه "قد صمد حزبُنا طويلاً، وأدى الثمن عن تلك التجربة التي غادرناها في 2019، بقرارٍ حر ومستقل وجريء، حينما لم يعد لوجود حزبنا في الحكومة انذاك أيُ مبرر، وحينما خَفَت في الصيغة الثانية من هذه التجربة ذلك النَّفَسُ الإصلاحيُ المطلوب للمُضيِ قُدُماً في بلورة المشروع الديموقراطي. وهو المشروع الذي كنا دائماً حريصين على أن نتقاسم النضال من أجله مع حلفاءَ من القوى الوطنية، بهدف تطوير مسارنا الديموقراطي. تماماً كما فعلنا في تجربة حكومة التناوب التوافقي في سنة 1998".
ولفت إلى أنه "مهما يكن من أمر، فإنَّ تجربة الائتلاف الموضوعي، وليس على أساسٍ إيديولوجي أو فكري أو مرجعي، التي جمعت حزبَنا مع حزب العدالة والتنمية على مدى سنواتٍ، تكاد تكونُ متفردةً ورائدةً في محيطنا الإقليمي والدولي، حيث استأثرت باهتمامٍ بالغٍ، من خلال ما جَسَدَتهُ من تقاربٍ مرحلي وبرنامجي بين حزبٍ يساري أصيل واخر ذي مرجعية إسلامية".
وأبرز أنه "قد أسهم حزبُنا بذلك في ترسيخ إدماج هذا التيار في الحياة السياسية والمؤسساتية الوطنية، بشكلٍ سَلِسٍ وبَنَّاء، بغض النظر عن التَّبَايُنِ الحاصل في تقييم مدى قدرة هذا التيار السياسي الوطني على تدبيرِ الواقعِ المعقد".
ونبه إلى أنه "غادَرْنَا الحكومةَ في أكتوبر 2019، حيثُ شَكَّلَ ذلك حينها حدثًا سياسيا خَلَّفَ صدىً إيجابيا. واصطففنا في المعارضة التي أعطاها حزبُنا زخماً وحيوية. ونَسَجْنَا تدريجيا علاقاتٍ من أجل بروز معارضةٍ قوية جمعتنا أساساً مع حليفٍ تاريخي هو حزبُ الاستقلال، وكذا مع حزب الأصالة والمعاصرة في حلَّتهِ الجديدة بعد المراجعات التي قام بها. حتى بدأت تظهر بوادر أفقٍ لِتكَتُّلٍ سياسي بديل، والسير نحو تناوبٍ ديمقراطي جديد. لكن لم تتحقق شروط تشكيل مثل هذا البديل".