قال شكيب بنموسى، رئيس لجنة إعداد النموذج التنموي الجديد، إن أعضاء اللجنة يجب أن يتحلوا بالجرأة اللازمة في ما يتعلق بالاقتراحات المقدمة.
وأضاف بنموسى، في كلمة له في أول اجتماع للجنة عقد صباح اليوم بمقر أكاديمية المملكة بالرباط، أن تلك المقترحات يجب أن تكون منسجمة مع المبادىء المؤسسة لدستور المملكة، مع الحرص على أن تكون المقترحات واقعية وقابلة للتنفيذ.
وشدد على اعتماد مقاربة تشاركية، تسمح بتعبئة كافة الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين، بهدف الخروج بمقترحات واستنتاجات تحظى بدعم غالبية الأطراف، بما يساعد على تسهيل التملك الجماعي للإصلاحات الجوهرية وضمان نجاحها.
وأحال المتحدث على التوجيهات الملكية حول المهام المنوطة باللجنة، حيث يفترض فيها تقديم "تشخيص دقيق وموضوعي للوضع الحالي بغية رصد الاختلالات التي يجب تصحيحها وتحديد معالم القوة من أجل تعزيز المكتسبات" و"رسم معالم النموذج التنموي المتجدد الذي من شأنه تمكين المغرب من الولوج إلى مصاف الدول المتقدمة".
وقال بنموسى، في كلمته، إن تركيبة اللجنة تختزل اعتبارات من بينها "القرب من القضايا الأساسية التي تهم المجتمع المغربي، وتعدد الاختصاصات وتلاقحها، مما يسمح بخلق مناخ مناسب للذكاء الجماعي وتقاطع الرؤى وفق دينامية نقاش هادفة"، و"تمثيلية للعنصر النسوي تعكس الدور الهام الذي ما فتئت تضطلع به المرأة في مجموعة من المجالات".
وأضاف أنه في تركيبة اللجنة روعي، كذلك، "ضخ دماء جديدة عبر إشراك أعضاء شباب للإسهام في بلورة الخيارات المؤسسة لمغرب الغد"، و"الانفتاح على كفاءات مغاربة العالم لما تشكله هذه الفئة من أهمية باعتبارها قنطرة وصل المغرب ومحيطه الدولي".
وأكد على أنه تم في تصور تركيبة اللجنة إيلاء مكانة خاصة لمؤسسات الحكامة عبر مشاركة المجلس الأعلى للحسابات والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لما لتلك المؤسستين الدستوريتين من دور في مجال تقييم السياسات العمومية واقتراح السبل الكفيلة بالرفع من مردوديتها.
وعقد اليوم أول اجتماع للجنة بعد تعيين الملك لرئيسها شكيب بنموسى و35 عضوا، حيث ينتظر أن يقدموا تصورهم لما يجب أن يكون عليه النموذج التنموي الجديد في شهر يونيو المقبل.
وانكب الاجتماع على تقديم أعضاء اللجنة ومنافشة مهامها وتدارس آليات اشتغالها والمبادئ المؤطرة لها وبرمجة الاجتماعات القادمة.
في سياق متصل، أحدثت اللجنة قطبا للتواصل من أجل تدبير العلاقات مع وسائل الإعلام والتفاعل مع ما يتم التعبير عنه من آراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أسند تدبير ذلك للزميلين عائشة أقلعي وعبد الله الترابي.
وشغلت عائشة أقلعي، إلى غاية شتنبر الماضي، منصب مديرة نشر "تيلكيل"، وهي حاصة على ماستر في الصحافة من معهد العلوم السياسية بباريس، بينما ينشط عبد الله الترابي برنامج "حديث مع الصحافة" على القناة الثانية وهو خريج الدراسات القانونية والعلوم السياسية .
ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصدر مقرب من الهيئة أن هذا الثنائي سيكون مسؤولا على "التواصل مع جميع وسائل الإعلام، وإمداد الصحفيين بجميع العناصر والتفسيرات اللازمة لعملهم".
وأضافت أنه سيتم إرساء استراتيجية تواصل موجهة نحو شبكات التواصل الاجتماعي من طرف اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، تهدف إلى التفاعل مع مستخدمي هذه المنصات.