بسط نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال ندوة نظمتها وزارة الاقتصاد والمالية ، اليوم السبت، بقصر المؤتمرات بالصخيرات معالم تصور حزبه للنموذج التنموي تماشيا مع دعوة الملك محمد السادس لخلق نموذج تنموي جديد.
وقال نبيل بن عبد الله: "نحن اليوم بصدد صياغة نموذج تنموي مرحلي يرفع من قدرات هذا الوطن ويؤهله من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل".
وأوضح بن عبد الله أن التصور الذي أعده حزب التقدم والاشتراكية يقوم على خمس مرتكزات:
الإنسان في قلب التنمية
أولى هذه المرتكزات، بحسب نبيل بن عبد الله هي "وضع الانسان في قلب العملية التنموية، فحزبنا لا يشاطر المقاربة التنموية القائلة أن الآليات التقنية القائمة على أدوات السوق قادرة لوحدها تلقائيا على تحقيق التوازن الاجتماعي من خلال إعطاء الأولوية لإنتاج الثروة قبل توزيعها، بل إن العمليتين متداخلتين، والدليل على ذلك واقع البلاد اليوم، وما تعيشه بعض البلدان"، مضيفا أن النجاعة الاقتصادية لا تتنافى مع العدالة الاجتماعية، فالدول التي تقوم على العدالة الاجتماعية هي التي تحقق أعلى نسبة نمو.
الكرامة والعمل ومحاربة الفوارق
أما المرتكز الثاني فيتعلق بضمان الصحة السليمة للمواطنين، من خلال تعميم التغطية الصحية، وخلق فرفص الشغل ومحاربة البطالة وتوفير دخل قار لجميع المواطنين وحفظ كرامتهم، ومحاربة الفواق المجالية، والنهوض بالمناطق الجبلية والقروية".
تكامل بين الدولة والقطاع الخاص
وبخصوص المرتكز الثالث، فيبنى حسب بن عبد الله، على اقتصاد يحقق النمو بشكل سريع ومضطرد، يقوم على دور تأطيري وتوجيهي للدولة في إطار تكاملي مع القطاع الخاص،.
دولة الحق والقانون
فيما يتمثل المرتكز الرابع بضمان مستلزمات دولة الحق والقانون من خلال إقرار شروط الشفافية الحقيقية والتنافس الشريف والقضاء على مظاهر الاحتكار غير المشروع، والمضي قدما في مسار التصنيع لخلق قيمة مضافة حقيقية، وتوفير الشروط الملائمة لتشجيع المقاولة، فلا عن استحضار البعد الايكولوجي في أي عملية تنموية.
الحداثة
وأما المرتكز الخامس، فيتعلق بالنموذج القيمي من خلال اختراق الحداثة من بابها الواسع، وتقوية الانفتاح على الثقافة الكونية، وامتلاك آليات النقد والتحليل واعمال العقل لدى الإنسان المغربي.
من جهة أخرى، شدد بن عبد الله على أن المغرب في حاجة إلى فضاء سياسي مستقر، يقوم على أحزاب تجمعها الثقة بالمواطنين، داعيا إلى ضرورة إعادة الثقة في خطاب الأحزاب السياسية.
واعتبر بن عبد الله أن عدم التمكن من ادماج فئات واسعة من المواطنين في صيرورة الإنتاج والدخل أصبح يتجلى بشكل صارخ ومقلق في أوساط عديدة من المجتمع، سواء من رجال الأعمال أو من الفئات المستضعفة.
وأضاف "رغم المجهودات المبذولة فإن الذي يظهر أحيانا هو هذه النظرة المتشائمة، والسلبية في بعض الأحيان لما نحن عليه، وذلك من خلال تعابير متعددة تعكس حيرة وقلق من جراء ضعف خطاب سياسي مؤطر وقادر على فتح الأمل، بسبب ضبابية الآفاق المستقبلية، حتى لا أقول انسداد هذه الآفاق"
وأوضح بن عبد الله على أنه "لا يمكن أن نفكر في النموذج التنموي بمعزل عما يحدث من تطورات هيكلية على المستوى العالمي سواء تعلق الأمر بالتحولات العميقة التي يعرفها العالم اليوم بشكل يصعب معه تحديد الآفاق المستقبلية، أو تعلق بالثورة الرقمية، أو بروز الخطاب الشعبوي، والتغيرات المناخية، كما لا يمكن الحديث عن النموذج التنموي دون استحضار الوضع الإقليمي لبلادنا، خاصة ما يتعلق بالوحدة الترابية، واتفاقيات التبادل الحر التي تطرح تساؤلات عدة على مستوى واقعها السلبي على القدرات التنافسية للاقتصاد الوطني"، بحسبه.