"بوحمرون" بالسجون.. حمضي يوضح لـ "تيلكيل عربي" أسباب التفشي

خديجة قدوري

أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يوم الجمعة 10 يناير 2025، عن رصد 47 حالة إصابة بين النزلاء، تم توزيعها على تسع مؤسسات سجنية.

في هذا السياق، أفاد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه يجب أن نعي جميعاً أن مرض الحصبة لا يقتصر فقط على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات. ورغم أن الحصبة تصيب في الغالب الأطفال لكونهم لم يتلقوا اللقاحات بعد ولا يمتلكون مناعة ضد المرض، إلا أن أي شخص ليس لديه مناعة ضد الحصبة قد يصاب به.

وأوضح أن الأشخاص الذين يمتلكون مناعة ضد الحصبة هم أولئك الذين تعرضوا لها في طفولتهم، حيث يصيب المرض مرة واحدة في الحياة ويمنح مناعة دائمة، أو الذين تلقوا جرعتي اللقاح، حيث أن جرعة واحدة لا تكفي للحماية. وبالتالي، سواء كانوا صغاراً أو كباراً، فإن هؤلاء الأشخاص لن يتعرضوا للإصابة بالحصبة.

ونوه حمضي، إلى أنه رغم أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة، فإن البالغين أيضاً يمكن أن يصابوا بها. وقد تظهر لدى البالغين إصابات خطيرة، كما يمكن أن تحدث لهم مضاعفات قد تستمر مدى الحياة، وفي بعض الحالات قد تؤدي الحصبة إلى الوفاة. وأكد أن هذه هي الرسالة الأساسية التي يجب أن يدركها الجميع، لافتاً إلى أن الاعتقاد السائد حالياً هو أن الحصبة تصيب الأطفال فقط، وهو أمر خاطئ.

ولفت إلى أن الحصبة هي مرض فيروسي ينتشر عبر الهواء، وبالتالي فإن الأماكن المغلقة التي يتجمع فيها الناس تحت سقف واحد تعد بيئة مثالية لانتشار الفيروس بسرعة أكبر.

وأوضح أن فيروس الحصبة سريع الانتشار بشكل عام، لكنه ينتشر بشكل أكثر فاعلية في الأماكن المغلقة، حيث يزداد خطر العدوى بشكل كبير في هذه الفضاءات، خاصة في الأماكن التي يشترك فيها العديد من الأشخاص.

واستطرد قائلا، السبب وراء انتشار الحصبة بشكل أكبر في السجون يعود إلى أن في الخارج هناك أطفال وكبار يعانون من المرض، لكنهم لا يذهبون إلى الطبيب، مما يجعل وزارة الصحة غير مدركة لحالتهم ولا يتم تسجيلهم ضمن الحالات المرضية.

وأضاف أن بعض الأشخاص يتوجهون إلى المراكز الصحية، مما يؤدي إلى تسجيل حالاتهم وإبلاغ السلطات المعنية، في حين أن آخرين لا يتم تسجيلهم. أما في السجون، حيث تكون المؤسسات تحت إشراف الدولة، فيتم تشخيص جميع حالات الحصبة بسهولة.

وبخصوص الاحتياطات، قال إنه يجب على أي شخص، سواء كان طفلاً أو بالغاً أو موظفاً أو سجيناً، ليس لديه مناعة ضد الحصبة أن يتلقى جرعتين من اللقاح، بغض النظر عن العمر. وأوضح أن الأشخاص الذين وُلدوا قبل عام 1970 وحتى منتصف السبعينات يُعتبرون ممن لديهم مناعة ضد الحصبة، حيث لم يكن اللقاح متاحاً على نطاق واسع في ذلك الوقت، وبالتالي مرّ الجميع تقريباً بالحصبة في طفولتهم مما منحهم المناعة الطبيعية ضد المرض.

واسترسل قائلاً، إن الأشخاص الذين وُلدوا في أواخر السبعينات والثمانينات والتسعينات والألفينيات وغيرهم، كان اللقاح متوفراً في تلك الفترات، فإذا كانوا قد تلقوا جرعتين من اللقاح فهم محميون ضد الحصبة. أما إذا لم يتلقوا الجرعتين، فهناك احتمال كبير جداً أنهم لا يمتلكون مناعة ضد المرض. وبالتالي، يجب تلقيح جميع الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة ضد الحصبة لضمان الوقاية منها.

واختتم حديثه مشيرًا إلى أن الحصبة مرض معدٍ للغاية، ولذلك، عند اكتشاف الحالة الأولى في المؤسسة السجنية، يتم عزل الشخص المصاب، كما يتم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين خالطوا الحالة التي تم تشخيصها خلال 72 ساعة، مما يمكن أن يحميهم من ظهور المرض. وأكد مع الأسف أنه لا يوجد علاج خاص بفيروس الحصبة، مما يجعل الوقاية عبر التلقيح هي السبيل الوحيد للحماية من هذا المرض.