احتل المغرب المرتبة الثانية في ما يتعلق بخطوط تطوير سلاسل الفنادق في إفريقيا لسنة 2025، بـ 8579 غرفة و58 فندقا، فيما جاءت مصر في المرتبة الأولى بـ33926 غرفة و143 فندقا، وفقا لمعطيات حصل عليها "تيلكيل عربي" .
في هذا السياق، قال الزوبير بوحوت، خبير سياحي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم السبت، إن عدد الوافدين عرف قفزة كبيرة، فمقارنة مع مصر، نجد أننا حققنا سنة 2024 17.4 مليون سائح في الوقت الذي حققت مصر 15.7 . وفي المقابل، وفيما يخص مداخيل العملة الصعبة، حققت مصر 14 مليارا و400 مليون دولار، والمغرب حوالي 10.5 ملايير دولار تقريبا، وهذا يعني أنه كان لديهم سياح أقل بمداخيل أكثر".
وأشار بوحوت إلى أن النموذج الاقتصادي الذي نتبعه يعطيك أرقاما على مستوى عدد الوافدين، لا توازيها أرقام على مستوى مداخيل العملة الصعبة، والسبب يعود إلى البنية التحتية التي لاتزال ضعيفة، وفي الوقت الذي كانت تقول فيه وزارة السياحة إنها تتوفر على 280 ألف سرير مصنف، كانت تحتسب أيضا الفنادق المغلقة، وإذا قمنا بعملية المقارنة فأنطاليا لوحدها بها 400 ألف سرير.
وأبرز في معرض حديثه، أن هناك اليوم استثمارات، لكن الطاقة الاستيعابية ونوعية المنتوج الذي نقدمه يبقى دائما ضعيفا وليست له القدرة على جذب السياح الذين من الممكن أن تكون نفقاتهم كبيرة. لذا وجب أن نطور القطاع الفاخر، من خلال الاشتغال على البنية التحتية للتنشيط، مشيرا إلى أن هناك 14 مشروعا مهيكلا لم تنفذ على أرض الواقع.
وذكر بوحوت أن الخلل الكبير يتجلى في الاعتماد على تقوية عدد الوافدين من خلال الاعتماد على شراكات مع شركات النقل، خصوصا ذات التكلفة المنخفضة، دون مواكبة ذلك بسياسات قوية من أجل تحفيز الطلب على منتوجات بها نفقات أكثر.
كما لفت الانتباه إلى برنامج "كاب أوسبيتاليتي" باعتباره برنامجا جيدا وذا أهمية، لكن ضعف هذا الأخير يتجلى في كونه مخصصا فقط للفنادق المغلقة، وذلك من أجل إعادة تأهيل 25 وحدة كانت بالأساس مغلقة أو غير قابلة للتسويق، كما لديه سقف زمني محدد في سنة 2025. هذا البرنامج بالضبط وجب أن يتوسع ويكون للاستثمارات الجديدة ويستمر لثلاث أو أربع سنوات.
وأضاف بوحوت، أن النتائج توضح أن المداخيل ترتفع بـ 2.4 بالمائة في الثلاثة أشهر الأولى للسياحة، في الوقت الذي ارتفع عدد الوافدين بـ 22 بالمائة في نفس الفترة، وبالتالي يتضح أن هناك خللا كبيرا وواضحا وهذا مؤشر ليس إيجابيا ووجب تحسينه.
وعن المؤشر الثاني، قال بوحوت إنه في ما يتعلق بمسألة الدخل حسب كل سائح، نجد أننا في المرتبة 52 بـ 650 دولارا تقريبا لكل سائح، في الوقت الذي نجد فيه مصر تسجل أكثر من 900 دولار في المرتبة 40، وهذه هي المؤشرات التي يجب تحسينها من خلال البحث عن الأسواق الكبيرة.
واستطرد قائلا، هنا نستحضر السوق الألماني الذي لايزال به ضعف كبير، ففي سنة 2017 كنا نحقق من خلاله تقريبا مليونا و800 ألف ليلة سياحية، وفي 2024 سنكون في حدود 800 أو 900 ليلة، نصف ما كان في 2017 وصلنا إليه في 2024.
واسترسل قائلا: أظن أن مصر، بالمجهودات الاستثمارية التي تقوم بها في ظرف أربع أو خمس سنوات، ستتجاوزنا، هي تتجاوزنا من ناحية المداخيل لكن ربما تتجاوزنا حتى من ناحية الوافدين وعدد السياح وليالي المبيت، لأن لها برنامجا طموحا يتمثل في 30 مليون سائح في أفق 2028 في الوقت الذي وضعنا فيه برنامج 26 مليونا في أفق 2030 ويظهر كذلك أنها متفوقة بشكل كبير في ما يخص الاستثمار.
وخلص بوحوت إلى القول إن هناك تقريرا يظهر أنه في الوقت الذي يبرمج فيه المغرب زيادة بنسبة 9000 غرفة في 2025، تستعد مصر لـ 34 ألف غرفة، وعندما يكون هذا العدد من الغرف مبرمجا للزيادة في السنة بالإضاف إلى جلب عدد من المستثمرين، فذلك يعني أنك قوي في التفاوض مع وكالات الأسفار ومع المنعشين السياحيين.