في إطار إطلاق أول برنامج تدريبي معتمد موجه لقادة وأعضاء الشركات العائلية، نظّمت "SFM Conseil" ندوة تعريفية بهذا البرنامج، بالتعاون مع "IESEG School of Management". وقد تم توقيع اتفاقية شراكة بين الجانبين خلال هذه الندوة التي أُقيمت يوم أمس الأربعاء.
في هذا السياق، صرح أنطوان ديكوفلار، المدير المنتدب للتطوير التنفيذي والابتكار في IÉSEG، لموقع "تيلكيل عربي" بأنهم يواكبون، منذ أكثر من عشر سنوات، القادة في تطوير مهاراتهم بهدف تعزيز نمو شركاتهم. وأضاف أنهم بدأوا، في السنوات الأخيرة، في تقديم دعم خاص للشركات العائلية من خلال برامج تدريبية مصممة لمرافقة القادة وأبنائهم الذين سيواصلون مسيرة إدارة هذه الشركات.
وكشف أن "SFM Conseil" هي الجهة التي تواصلت معهم، حيث أعربت عن رغبتها في تطوير برنامج على الأراضي المغربية. وبناءً على ذلك، قدموا لهم مقترحًا، ومن هنا بدأت الشراكة. وأضاف أن هذه المبادرة جاءت من "SFM Conseil" بهدف تقديم دعم أفضل لعملائها.
وأضاف أن نهجهم يتميز بطابع فريد، حيث لا يقتصر على تطوير مهارات المشاركين فحسب، بل يحرص على أن يكون ذلك بأسلوب عملي وتطبيقي يتيح لهم الاستفادة المباشرة في واقعهم المهني.
واستطرد قائلاً: "لا يقتصر الأمر على تقديم المعرفة فقط، بل يشمل توفير منهجيات وأدوات ومساحات للنقاش، وهو جانب في غاية الأهمية. لذلك، نوصي بأن يشارك القائد أو القائدة إلى جانب أبنائهم، أو على الأقل الجيل القادم، في هذا البرنامج، حتى يتمكنوا من مساءلة الاستراتيجية والحوكمة واتخاذ القرارات بوعي. نطمح إلى أن يكون هذا البرنامج تجربة تحويلية حقيقية تساهم في تسريع عملية التنمية وتعزيز استدامة الشركات العائلية".
واختتم حديثه قائلاً: "أعتقد أنه من خلال هذا النهج التعليمي سنحقق النجاح المرجو. كما يتضمن البرنامج محورًا خاصًا بالابتكار، حيث نناقش التطورات التكنولوجية، والتغيرات في توقعات المستهلكين، وقضايا الاستدامة. سنعمل أيضًا على إعادة النظر في نماذج الأعمال لضمان تكيف الشركات مع هذه التحولات. من المهم ألا يكون القائد معزولًا في مكتبه لاتخاذ القرارات بمفرده، بل أن ينخرط في حوار مفتوح مع أبنائه والخبراء لضمان رؤية أكثر شمولية واستراتيجية لمستقبل الشركة".
في سياق متصل، قال عبد القادر بوخريص، رئيس SFM Conseil، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي"، إن التكوين الذي نطلقه اليوم هو الأول من نوعه في المغرب، حيث يُعتبر التكوين المعتمد الأول المخصص للشركات العائلية في مجال الإدارة والقيادة. يهدف هذا التكوين إلى تزويد العائلات بالأدوات اللازمة لضمان استمرارية أعمالها وتسهيل انتقالها من جيل إلى آخر.
وأفاد أن الدورة التدريبية تتكون من أربع وحدات تعليمية محددة بوضوح، وأن هدفنا في المستقبل هو أن نرى هذه الدورات تتضاعف وتنتشر.
وأوضح أنه في ظل ما يحدث اليوم، فإن التحول الرقمي والتدويل هما من القضايا الأساسية التي يجب مراقبتها بشكل مستمر. بالنسبة للشركات العائلية، من الضروري، أولاً، الحفاظ على توجه ثابت واستمرار العمل وفق خطة واضحة.
وأكد أن الشركة العائلية ليست شركة متعددة الجنسيات، بل هي شركة تمتلك خارطة طريق واستراتيجية واضحة ولها قيمها الخاصة. لذلك، من الضروري أن تحافظ على مسارها وفقاً لتلك القيم، بغض النظر عن التحديات. يجب على الشركة العائلية أن تتجاوز الأزمات وتسهم في التنمية الوطنية.
واختتم حديثه قائلاً: لا توجد وصفة سحرية للحكم الرشيد، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه يجب محاولة خلق نوع من التناغم بين الحوكمة العائلية وحوكمة الشركة".