أكّد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس، أن منتدى الرباط لتخفيض تكاليف التحويلات المالية للمغتربين يطمح إلى وضع إجراءات عملية وملموسة، بهدف تقليص تكاليف التحويلات المالية للمغتربين الأفارقة.
وأوضح بوريطة، في افتتاح أشغال المنتدى، أن هذا الأخير "يجسّد الانتقال من خطاب سياسيّ ودبلوماسيّ إلى مقاربة أكثر براغماتية"، مبرزا أنه من الضروري "تدبير القضايا المرتبطة بالتحويلات المالية للمغتربين، بطريقة عملية وملموسة".
وأضاف الوزير أن الجالية الإفريقية تشكّل، اليوم، الجهة السادسة للقارة؛ إذ بلغ عددها الإجمالي أكثر من 150 مليون نسمة، سنة 2021، مع تحويلات مالية إلى القارة في ارتفاع مستمر؛ حيث وصلت إلى 95.6 مليار دولار، سنة 2021، بما في ذلك 10 ملايير إلى المغرب، مسجّلا أن هذه الجالية ليست فقط مصدرا للأموال، ولكنها أيضا مصدر للاستقرار الاقتصادي في القارة؛ بحيث تتجاوز مساهمتها الدعم العمومي للتنمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأعرب بوريطة عن آسفه لهذه التكاليف التي تعدّ "الأعلى في العالم"، موضحا أن متوسط التكاليف يصل إلى 8 في المائة تقريبا، بالنسبة لإفريقيا جنوب الصحراء، مقابل 6 في المائة في العالم؛ أي تقريبا ثلاثة أضعاف النسبة التي يستهدفها الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030.
وتابع الوزير أن هذا ما يجعل من هذه الإشكالية "موضوعا رئيسيا" و"أولوية للقارة"، داعيا إلى ترجمة المناقشات والإرادة السياسية إلى سياسة استباقية، من خلال التفكير في التدابير البراغماتية المتعلقة بالأدوات التكنولوجية، على غرار المنظومة الرقمية، وإرساء إطار قانوني متماسك، وخلق بيئة مواتية للمنافسة بين مقدمي الخدمات.
وأضاف بوريطة أن هذا اللقاء يمثل أيضا، مناسبة لمواصلة التزام مشترك بين الطوغو والمغرب، وعمل مشترك يقوم على مبادرة الطوغو التي ترأس اللجنة العليا حول عشرية الجذور الإفريقية والمغتربين الأفارقة.
ويتوخى هذا المنتدى، الذي ينظم في شكل جلسات عامة، الخروج بـ"خلاصات الرباط"، التي تتناول التوصيات الصادرة عن الجلسات العامة، مع إحداث لجنة توجيهية لدعم جهود الدول الإفريقية في خفض تكاليف التحويلات المالية للمغتربين الأفارقة إلى قارتهم الأصلية.
وستعرض التوصيات موضوع "خلاصات الرباط" على قمة الاتحاد الإفريقي، المزمع عقدها، خلال شهر فبراير من السنة الجارية، بهدف الوصول إلى قرار للاتحاد لتشجيع وتعزيز التحويلات المالية من المغتربين الأفارقة إلى القارة، لاسيّما عبر تخفيض تكاليفها.