بوعياش حول مأساة مليلية: السلطات الإسبانية ترددت في تقديم الإسعاف وعرفت احتجاز عناصر من القوات العمومية

تصوير: رشيد تنيوني
محمد فرنان

قالت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن "الوثيقة التي بين أيديكم، تقدم إجابات، حول عدد الوفيات، التي تم حصرها في 23 شخص ولم يتم دفنهم لحد الساعة، ويتم إخضاعهم للتشريح الطبي وتحاليل الحامض النووي، كما  جرى تقديم العناية الصحية والعلاج الضروري لـ 217 من المصابين سواء من القوات العمومية أو المهاجرين".

وأضافت في كلمتها بالندوة الصحفية المخصصة لتقديم الخلاصات والمقترحات الأولية بخصوص مواجهات غير مسبوقة بمعبر مليلية بتاريخ 24 يونيو 2022، إن ما وقع "مأساة حقيقية نتيجة هجرة غير آمنة وغير منتظمة وغير نظامية، بتوافد آلاف المهاجرين عبر قنوات غير نظامية، جعلتنا نعيش فواجع بوفاة 23 شخصا وإصابة 217 شخص آخر".

وأكدت أن "الجميع بما فيهم المهاجرين الذين التقت بهم اللجنة، أجمعوا على عدم استعمال الرصاص. وسيتم تقديم الأجوبة الأولية لأسباب الوفاة، التي ترجع في أغلبها إلى الاختناق الميكانيكي والتدافع والسقوط من أعلى السور، في انتظار نتائج التشريح الطبي لتحديد سبب الوفاة لكل حالة على حدة، وكذلك تحاليل الحامض النووي لتحديد هويتهم وضمان حقوق عائلات المتوفين".

سجلت اللجنة، ومن "مصادر متعددة ومتقاطعة، توافد عدد كبير من المهاجرين منذ العام الماضي. والذي بدأ يشكل، في نظرنا، نمطا جديدا وناشئا من الهجرة، يتميز بالرهان على عنصر الكثرة العددية للعبور إلى مليلية وليس فقط من المهاجرين، بل من لهم صفة "طالبي اللجوء".

وأوضحت أن "هذا الشكل الجديد يتميزُ باستعمال العنف الحاد في مواجهة القوات العمومية، بما فيها، احتجاز عناصر من القوات العمومية والهجوم المباغت وغير المعتاد، من حيث: الزمان، صباحا أي بالنهار، والمكان، المعبر وليس السياج وأسلوب الاقتحام بدل التسلق، وجنسية واحدة لأغلبية المحاولين للاقتحام".

وأبرزت أن "اللجنة تمكنت من جمع إفادات من بعض المهاجرين المصابين بالمستشفى والذين أوضحوا، أن العدد الكبير للمقتحمين وإصرارهم على المرور بأي وسيلة وفي نفس اللحظة وحجم التدافع الهائل وإغلاق أبواب المعبر بإحكام، تسبب في سقوط العديد منهم، وتعرضهم للرفس والدهس من طرف رفاقهم".

ولفتت إلى أن "اللجنة توصلت بإفادات، ومن جمعيات غير حكومية، تشير إلى فرضية العنف ما وراء السياج بفعل إحجام وتردد السلطات الاسبانية في تقديم المساعدة والإسعاف رغم التدافع والازدحام والإغلاق المحكم للبوابات الحديدية".

وأوضحت أن "المعبر مغلق بشكل محكم، ولا يمكن فتحه إلا من الجانب الآخر، (الاسباني)، بطبيعة الحال، جمعنا إفادات نعتبرها ذات أهمية، وسنرتب عليها مقترحات".

ودعت بوعياش بناء على ما جمعته لجنة الاستطلاع من معلومات وإفادات والتي تم وضعها في سياقها، إلى "إعادة النظر في تدبير حفظ النظام العام المتعلق بمنطقة السياج ويحذر من اتساع دينامية الهجرة، ضمن متغيرات عميقة واتساع رقعتها بسبب الفقر والنزاعات والجفاف والتغيرات المناخية".

كما يرى المجلس أن "المواجهات غير المسبوقة بمعبر مليلية تسائل الشراكة المغربية الأوروبية وتدعو لتحيينها ضمن شراكة حقيقية ومتكافئة، لا سيما فيما يتصل بالمسؤولية والتدبير المشترك لتوافد المهاجرين".

ودعا التقرير "مفوضية الاتحاد الإفريقي لاقتراح إجراءات عملية للانخراط الجدي للحكومات في التدبير القاري للهجرة ولأسباب الهجرة بما يضمن سلامة وكرامة المواطن الإفريقي".