في زمن يستغول فيه رأس المال على الصناعة السينمائية، يحاول مهنيو الفن السابع تكثيف الجهود لدعم سينما مستقلة، ويرون أن الآفاق واعدة، خاصة مع ظهور منصات عرض على الأنترنت تنافس دور العرض، مركزة على المواهب الشابة وسينما المؤلف، وهو ما تنفر منه شركات الإنتاج وصالات العرض.
وسطرت الدورة السابعة عشر لمهرجان مراكش خطا جديدا في هويته التحريرية، من خلال تحالف بين مهرجان سينمائي ومنصة عرض على الأنترنت وتحديدا "نيتفليكس"، وذلك عبر تنظيم "ورش الأطلس" وهي فقرة مهداة لتطوير صناعة الأفلام في إفريقيا والشرق الأوسط.
ويرى ريمي بونوم المسؤول عن ورش الأطلس وأحد أعضاء لجنة اختيار الأفلام المشاركة، أن المهرجان ينفتح في إطار تغيير خطه التحريري على بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا وأن فقرة "ورش الأطلس" أتت لتكون مشتلا للتنقيب والتكوين على مواهب سينمائية وذلك بشراكة مع "نيتفليكس".
"تيل كيل عربي" كان له دردشة قصيرة مع ريمي بونوم:
قدمت من كان إلى مراكش وأنت المسؤول عن "ورشة الأطلس" كيف ترى دورة هذا العام؟
لقد تمكن مهرجان مراكش اليوم من فرض نفسه كموعد سينمائي دولي، ودرة هذا العام تميزت بحضور اسمين كبيرين هما روبير دي نيرو ومارتن سكورسيزي، اللذان لقيا ترحيبا كبيرا من طرف الجمهور المغربي، وهما اسمان ترغب الكثير من المهرجانات العالمية في دعوتهما.
هذا الجواب على الشق الثاني، أما الأول، فإن مهمتي تتجسد في تعميق هذا العمل الذي جعل من مراكش ملتقى يجمع عشاق السينما ومهنييها، إذ نحرص على توفير فضاء جيد للمهنيين الذين يحضرون إلى مراكش.
هذا العام هناك حضور لأفلام من المغرب ومصر وتونس ومن دول إفريقية، لدينا رغبة في أن نتجه بالمهرجان ليركز على موقعه الجغرافي والإقليمي.
"ورش الأطلس" ما القيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها للمواهب السينمائية؟
شيك واحد غير كاف لإنتاج فيلم، ما نقدمه نحن في هذه الورشات هي مرافقة للمخرجين سواء في ما يخص البحث عن التمويل والإنتاج المشترك مع أكثر من بلد.. أو خلق تشبيك مهني مع فاعلين آخرين، كما نقدم لهم المساعدة والتكوين خلال مرحلة ما بعد التصوير المونطاج مثلا، ثم مرحلة التوزيع.
هي ورشات موجهة لدعم صانعي الأفلام في الشرق الاوسط وإفريقيا الصاعدين ممن يعملون حاليا على صنع أفلام الوثائقية أو الروائية الطويلة الأولى أو الثانية. ودعيت للمشاركة هذه الدورة 8 افلام قيد التطوير و 6أفلام في مرحلة ما ما بعد الإنتاج من تسع دول.
إننا نقدم لهم النصح والتوجيه ونعرفه على مهنيين من مختلف بلدان العالم، إذ كيف يطفو الفيلم بين آلاف الافلام المنتجة سنويا في العالم، كيف يشارك في مهرجان ليحصل على إشعاع، فالموهبة وحدها لا تكفي لصناعة فيلم، والطريق طويلة، واليوم مع قدوم "نيتفليكس" تغيرت الأمور، خاصة في تقديم بديل جديد سواء في العرض أو في التمويل.
ماذا تفعل منصة عرض على الأنترنت في مهرجان مراكش، وكيف جاءت الفكرة، خاصة وأنه في كان جرى منع الأفلام المنتجة من طرف "نيتفليكس"؟
لقد دار نقاش قوي في مهرجان كان حول "نيتفليكس" وتأثيرها على دور السينما، وكان هناك من هو مع ومن هو ضد، شخصيا أنا لا أحب أن أكون متوقعا في خندق ضد الآخر.
"نيتفليكس" لديها رغبة قوية في الحضور بالمنطقة، وهو امر كان مستبعدا حتى وقت قريب، لديهم رغبة في إنتاج أفلام محلية، خاصة وأن السينما العربية مؤخرا سجلت حضورا قويا في السينما العالمية أكثر مما حققته في 15 عاما ماضية.
هناك طرق مختلفة لإنتاج فيلم، فقط يجب العثور على الطريقة الجيدة والمخرج الجيد، هناك من يفضل التعامل مع شاشات العرض وآخرون يفضلون الانترنت.
و"نيتفليكس" ترغب في الاستثمار في الوثائقيات والأعمال الروائية، وهذا يعتبر فرصة للمواهب السينمائية.