ليلة بيضاء يعيشها سكان الدار البيضاء، أكبر مدينة بالمغرب، ليلة اليوم (السبت)، إذ بمجرد التأكد من عبور المنتخب الوطني الأول لكرة القدم إلى منافسات كأس العالم في روسيا، خرج الآلاف إلى الشوارع، للاحتفال بملحمة جيل العهد الجديد بالمغرب.
"هذه البداية.. روسيا حنا جايين"، "بنعطية الرجولة من الطفولة..."، هي أبرز المقولات العفوية التي هتف بها فتيات وفتيان، احتلوا، مساء اليوم (السبت)، ساحة الأمم المتحدة، وسط الدار البيضاء، بمجرد أن أعلن الحكم في ملعب "فيليكس بوانيي"، بأبيدجان، نهاية مباراة أسود الأطلس مع منتخب فيلة الكوت ديفوارد، وتأهل المغرب إلى مونديال روسيا 2018.
واللافت للانتباه أكثر في الشباب واليافعين الذين احتلوا الساحة، والشوارع المحيطة بها، أنهم من الجيل "Z"، أي المولودون بعد سنة 1995، أي جيل ما يصطلح عليه في المغرب بالعهد الجديد، الذي شهدت فيه البلاد تحولات كبيرة لم تواكبها انتصارات وأمجاد رياضية كبيرة.
وعلاوة على تلك الفئة من الشباب، الذين سيتابع كثير منهم المنتخب الوطني، لأول مرة، في منافسات كأس العالم، بعد انقطاع دام منذ 1998، وهي فترة تحول فيها مصطفى حجي من لاعب إلى مساعد مدرب، خرجت أسر وأطفالها إلى الشوارع، تحتفل بالتأهل ملوحة بالأعلام الوطنية، وصائحة بهتافات من داخل السيارات، وخارجها.
البعض الآخر استعد للاحتفال قبل المباراة، فخرج إلى شوارع "الميتروبول"، يحتفل بإنجاز أسود الأطلس، ومدربهم الفرنسي هيرفي رونار، باستعمال مفرقعات حولت سماء بعض الشوارع إلى لوحات فنية متلألئة، تشي بأن التأهل إلى المونديال ملحمة وطنية لجيل بأكمله.