في إطار العلاقات القوية التي تربط المملكة بالبلدان الثلاثة لتحالف دول الساحل، استقبل الملك محمد السادس يوم الاثنين الماضي وزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة الأعضاء في تحالف دول الساحل.
وفي هذا السياق، أشار خالد شيات، الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن هذا الاستقبال الجماعي من طرف الملك محمد السادس، له رمزيات كثيرة خاصة أنه جاء في إطار جماعي، وقد تدارس مجموعة من القضايا بما فيها وضعية التكامل المؤسساتي بين هذه الدول.
وقال شيات، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الجمعة، إن "وضعها اليوم خارج منظومة دول غرب إفريقيا يستدعي منها أن تكون لديها بدائل على المستوى الاقتصادي، وهو ما فعلته على المستوى الثلاثي بين هذه الدول".
وأبرز في معرض حديثه، أن هذه الدول حديثة وغير مطلة على البحر، ويمكن أن نقول إن هذا الأمر يتوافق مع الطرح الذي قدمه الملك محمد السادس، بأن تكون لهذه الدول إمكانية للولوج إلى المحيط الأطلسي.
وأوضح المتحدث ذاته أنه يجب أن يكون هناك عمل جماعي ودؤوب من أجل بناء منظومة متكاملة، ليس فقط في منطقة الصحراء ولكن أيضا على مستوى الساحل الأطلسي، وهذا ما سيمكن المنطقة من إمكانيات هائلة تتمتع بها هذه الدول إضافة إلى البنية التحتية.
وأفاد أن "المنافذ التي يخولها المغرب لإعطاء دفعة قوية على المستوى الاقتصادي لهذه الدول يمكن أن تتطور إلى مستويات أكثر من التكامل الاقتصادي، على اعتبار أن المسارات التقليدية للاندماج بالنسبة للمغرب متوقفة، وهنا أتحدث على مستوى الاندماج في إطار الاتحاد المغاربي".
وخلص شيات إلى أن "هذا الأمر يمكن أن يشكل إمكانية أو مقدمة لتطوير علاقات تكاملية مع هذه الدول، وصولا ربما إلى نوع من الوحدة الاقتصادية، ويكون هذا الفضاء مندمجا ومتكاملا فيما بينه ويعمل في إطار السعي نحو التنمية المتبادلة والمتكاملة بين هذه الدول والمغرب، كل يستفيد من الإمكانيات المتاحة على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والحضاري المشترك الذي يجمع بين المغرب وهذه الدول الإفريقية".