دفعت المنافسة الشرسة للقمح الروسي على أسواق خارج الاتحاد الأوروبي، خاصة في شمال إفريقيا، المزارعين الفرنسيين إلى إعلان تحالف يضم ثلاثة تعاونيات كبيرة للقمح، من أجل الوقوف بقوة في وجه زحف القمح القادم من منطقة البحر الأسود.
وتحالفت ثلاث تعاونيات فرنسية للقمح، هي InVivo وAxereal وNatUp متخصصة في تصدير القمح الطري وشعير العلف خارج الاتحاد الأوروبي، بهدف مواجهة الشحنات الروسية والأوكرانية المزدهرة.
وأدى صعود روسيا لتصبح أكبر دولة مصدرة للقمح في العالم إلى خفض المبيعات الفرنسية في البلدان المستوردة مثل مصر والمغرب، مما جعل فرنسا أكثر اعتمادا على الجزائر التي تستبعد متطلبات مناقصاتها بالفعل القمح الروسي.
وألغى المغرب العام الماضي الرسوم الجمركية على وارداته من القمح الروسي، ما شكل ضربة قوية لصادرات القمح الفرنسي.
وفي موسم 2018-2019 حتى 30 يونيو، شحنت فرنسا ما يقرب من 10 ملايين طن من القمح الطري خارج الاتحاد الأوروبي، مقارنة مع مستويات تزيد على 12 مليون في وقت سابق من هذا العقد.
تراجعت الصادرات الروسية من رقم قياسي في 2017/2018 ، ولكن عند 36 مليون طن كانت أعلى بكثير من إجمالي الاتحاد الأوروبي البالغ 21 مليون.
ويهدف التحالف الثلاثي الذي أطلق عليه Grains Overseas إلى دمج المكاتب التجارية والمشتريات المشتركة، وإلى الحفاظ على كميات كبيرة من الحبوب الفرنسية في شمال إفريقيا مع تجنب الخسائر المالية التي أضرت بمكاتب التداول في السنوات الأخيرة.
وقال أحد المتداولين: "قد يكون هذا بمثابة تغيير في القطاع الفرنسي، لذا فهو يدرك أنه ليس وحده في أسواق التصدير". "حقيقة أن لديك ثلاث تعاونيات كبيرة معنية قد تجبر السوق الفرنسية على المنافسة على الأسعار الدولية"، لكن آخرين يحذرون من أن فرنسا بالكاد تستيقظ على ظهور منطقة البحر الأسود.
وقالت وكالة "رويترز" التي أوردت الخبر، إنه بعد أن خسرت فرنسا جزءا من سوق حبوبها في المغرب ومصر، لصالح القمح الروسي، الذي يتفوق عليها من حيث السعر والجودة، تعول على عدم خسران السوق الجزائري.
وحسب المصدر ذاته، فإن لدى روسيا خططا لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات حتى عام 2035 في قطاع الحبوب وتسعى للوصول إلى بلدان مثل الجزائر والسعودية التي تعتبر حيوية لصادرات الاتحاد الأوروبي.
وقال أحد محللي الحبوب "في اليوم الذي تتحول فيه الجزائر إلى روسيا ، فإن الفرنسيين سيتعرضون لخسائر فادحة".
وشكلت شحنات القمح إلى الجزائر ما يزيد قليلا عن نصف الصادرات الفرنسية من القمح اللين خارج الاتحاد الأوروبي في 2018/2019.
وقال أحد المتداولين "إذا غيرت الجزائر شروط مناقصة، فستخسر الأسعار الفرنسية 10 يورو خلال، فإلى أين يذهب القمح الفرنسي بدلاً من ذلك؟".