كشفت دراسة بريطانية، نشرتها صحيفة ''دَايْلِي مِيلْ''، أن تناول النساء الحوامل لـ''الْأَسْبِرِينْ'' و''الْبَارَاسِيتَامُولْ''، اللذين يصنفان في المغرب في المرتبة الأولى على مستوى الأدوية المقتناة من الصيدليات، ويصرفان دون وصفة طبية، يرشح مواليدهن للإصابة بـ ''الشلل الدماغي'' بنسب متفاوتة.
وبينت الدراسة، التي قام بها علماء من جامعة ''كُوبّْنْهَاغْنْ'' في الدنمارك، أن تناول السيدات الحوامل لعقار ''الأسبرين'' المسكن، خلال فترة الحمل، يعرض مواليدهن إلى خطر الإصابة بـ ''الشلل الدماغي''، بنسبة تبلغ مرتين ونصف، مقارنة مع مواليد النساء الحوامل اللواتي لا يتناولنه.
تلك المعطيات أكدها يوسف فلاح، مختص وباحث في السياسة الدوائية، في تصريح لـ ''تيلكيل عربي''، بقوله إن تناول جرعات كبيرة من ''الأسبرين'' من طرف النساء الحوامل، قد يسبب، فعلا، الشلل الدماغي لمواليدهن، مبرزا أن ''الأسبرين'' يوجد في المغرب على شكل مسحوق للشرب، وأقراص ذائبة، وأقراص للبلع، إضافة إلى محلول للحقن. كما أوضح أن الإشعار ''النُّوتِيسْ'' الخاص بـ''الأسبرين، مكتوب فيه أنه يمنع على المرأة الحامل استعماله".
وأضافت الدراسة، التي نشرتها صحيفة ''دَايْلِي مِيلْ'' البريطانية، أن الأطفال الذين ولدوا حديثا من المحتمل أن يصابوا بالمرض المذكور بنسبة 50 في المائة، وذلك في حالة تناول أمهاتهم للعقار المسكن ''الباراسيتامول''.
وعن ''الباراسيتامول''، أفاد فلاح أن تناول النساء الحوامل لأكثر من 4 غرامات منه يوميا، قد تكون له مضاعفات خطيرة حسب الحالات، ولعل أبرزها إذا تناولها شخص مصاب بالقصور الكبدي، موضحا أنه متوفر في المغرب في شكل محلول للشرب، وتَحَامِيل ''قْوِيلْبَاتْ'' بالنسبة للأطفال، إلى جانب الأشكال الخاصة بـ''الأسبرين''.
كما أبرزت الدراسة نفسها أن تناول عقار ''الْإِيبُوبْرُوفِينْ'' من قبل الأمهات الحوامل، لا يسبب لمواليدهن الشلل الدماغي، الذي يجعل الدماغ البشري يتوقف عن النمو بشكل طبيعي، عندما يكون داخل الرحم، أو بعدما تتم عملية الولادة، وهو مرض لم يكتشف له علاج إلى غاية الآن.
وفي ما يخص ''الإيبوبروفين''، فقد بين فلاح أنه لا يسبب الشلل الدماغي، مبرزا أنه يُمْنَحُ للأطفال الرضع والحديثي الولادة، باعتباره يخفف من الآلام، ويخفض من درجة الحرارة.
وأضاف فلاح، الذي شدد على ضرورة استشارة الصيدلي قبل استعمال أي دواء، باعتباره متخصصا في هذا المجال، أن الأدوية التي يمكن للمرأة الحامل استعمالها دون أن تكون لها مضاعفات خطيرة عليها قليلة، إذ ذكر منها المضادات الحيوية من نوع ''أَمُوكْسِيسِيلِينْ''، مبرزا أن مضادات الالتهابات ممنوع استعمالها على المرأة الحامل، لأنها تتسبب لجنينها في تشوهات خلقية، ويمكن أن تجعلها تجهض.
وشملت الدراسة المذكورة 185 ألف أم، إلى جانب أطفالهن، وذلك في دولتي النرويج والدنمارك. وتم استفسارهن حول تناولهن للمسكنات خلال فترة الحمل.
وتبين، في خلاصات الدراسة، أن 357 طفلا لـ 5 آلاف امرأة تناولن ''الأسبرين''، يعانون من مشاكل على مستوى تطور وظائف الدماغ.
وكشفت الدراسة، كذلك، أن المواليد الذين تناولت أمهاتهم ''الباراسيتامول'' أثناء فترة الحمل، معرضون للشلل الدماغي الكامل بنسبة 30 في المائة، وللشلل في جانب واحد من الدماغ بنسبة 50 في المائة.
وأفاد الباحثون، الذين نُشِرَت دراستهم في ''المجلة الدولية لعلم الأدوية''، أن الخطر الأكبر الخاص بإصابة هؤلاء الأطفال بهذا المرض، يكون في وسط الحمل، باعتبار تلك الفترة المرحلة الحاسمة بالنسبة لتطور الدماغ البشري.
وأوضحت الدراسة، أيضا، أن تناول الأمهات الحوامل لـ''الأسبرين'' و''الباراسيتامول''، اللذان وصفتهما الدراسة بكونهما ''عقارين مخذرين''، يمكن أن يؤدي إلى تسميم الدماغ النامي للجنين، مما يسبب لهذا الأخير أضرارا دائمة، أو يعطل المستوى الطبيعي لهرمونات الأم اللازمة لتنظيم نمو المخ.