مثل كرة ثلج متدحرجة، يتعاظم يوما بعد آخر، العدد الإجمالي لمسلمات أوربا اللواتي يتهمن طارق رمضان، المفكر الإسلامي الأشهر بأوربا، بالاعتداء جنسيا عليهن، إذ بعدما كسرت هندا عياري، الكاتبة الفرنسية التونسية جدار الصمت، ووضعت شكاية لدى المدعي العام بباريس، وتبعتها امرأة أخرى لم تكشف هويتها بعد، ظهرت "نعيمة"، و"إيناس"، التي عض حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، نهديها في غرفة فندق حتى سال منهما الدم!
كشفت "لوبسيرفاتور"، المجلة الأسبوعية الفرنسية الشهيرة، في عددها الموزع اليوم (السبت) بالمغرب، ضحيتين جديدتين يتهمان طارق رمضان، المفكر الإسلامي، الذي أظهر استطلاع رأي فرنسي في 2016 أنه الشخصية المفضلة لدى المسلمين الفرنسيين بنسبة 37%، باغتصابهما، وأعلنتا تقديم شكايتين جديدتين ضده، بعدما اعتدا عليهما جتسيا، كل واحدة بشكل منفرد، في وقت سابق، وفي ظروف مشابهة لما ذكرته الشكاياتان التي وضعتا لدى النيابة العامة نهاية أكتوبر الماضي، من قبل هندا عياري، وامرأة أخرى.
وقالت المجلة الفرنسية، في غلافها لعدد الأسبوع من 9 نونبر إلى 15 منه، بعنوان "طارق رمضان، تحقيق حول السقوط المدوي للغورو"، أن الضحيتين اللتين اختارتا اسمين مستعارين لهما "نعيمة" و"إيناس"، أدليتا لصحافيي المجلة بشهادتيهما، مرفقتان بنماذج من المحادثات والرسائل مع طارق رمضان، واتفقتا على وصفه بـ"المتوحش"، الذي استغل ظروفهما الاجتماعية والاقتصادية، ورغبتهما في توضيح ما تعسر عليهما من أمور الدين، للانفراد بهما في غرف فنادق والاعتداء عليهما جنسيا.
وفي هذا الصدد، تقول إيناس، وفق ما اطلع عليه "تيلكيل" في عدد المجلة الفرنسية، بأنها ربطتها بالمفكر الإسلامي، علاقة بوعي منها، لكنها تحولت إلى رابطة "مسمومة"، إذ "بعد مرور المرأة من بين يدي طارق رمضان، ينجح في احتواء تفكيرها بشكل مطلق"، كاشفة، هي ونعيمة، أن "سيناريو" استدراجهما، من قبله، يتشابه مع الطريقة التي سقطت بها باقي "ضحاياه"، وأشهرهن الكاتبة هندا عياري.
إقرأ أيضا: قضية رمضان.. "البوليس" يستمع لضحية و"أوكسفورد" توقفه عن التدريس
ويبدأ السيناريو، وفق مختلف الشكايات، من حديث النساء والفتيات إلى المفكر الإسلامي، بعد نهاية ندوة أو محاضرة يقدمها، من أجل الاستفسار عن قضايا دينية وأخلاقية، أو ببعث رسائل له عبر تطبيق "ميسانجر" المرتبط بفيسبوك، وأحيانا تكون المبادرة منه، فقالت إيناس: "كنت طالبة جامعية مناضلة في منظمة للمجتمع المدني، فأدليت بحوار صحافي لوسيلة إعلامية، فوقعت في دائرة التغطية الخاصة بشباكه، إذ أرسل لي رسالة في ميسانجر".
وعلى غرار الأخريات، لم تصدق إيناس، الأمر، فكان عليها أن تتصل هاتفيا لتتأكد، ولما سمعت صوته تيقنت أنه فعلا صاحب الرسالة، "لقد كان هو، كلنا نعرف صوته، ولا يمكن أن أخطئ، ولم أتخيل يوما أن يهتم بي أحد".
وفي ملابسات تشبه ما حكته هندا عياري، بقولها إن طارق رمضان، اهتم بها لمناسبة نشرها صورة بدون حجاب، خلال فترة كانت تبحث فيها عن عمل لتعيل طفليها بعد الطلاق من رجل سلفي، تحكي إيناس، أنها كانت بدورها في سياق عام جعلها امرأة ضعيفة، إذ خرجت توا من علاقة حب مع شاب متشدد كان يسيء معاملتها.
إقرأ أيضا: العياري تحكي تفاصيل اغتصابها من قبل رمضان
وفيما تقول نعيمة بدورها "كنت غارقة في المشاكل، فقلت إنه ليس شخصا عاديا، ويمكن أن أثق فيه"، قالت المجلة إن تجارب الضحايا مع طارق رمضان، تفيد أن مقاربته لإسقاطهن في فخه، يمكن أن تمتد أسابيع أو أشهرا من المحادثات، وتغليف نصائحه ومواعظه الدينية بعبارات تغزل وكلام ناعم ووعود بالزواج.
وفي هذا الصدد، قالت نعيمة "يقول إنه انفصل عن زوجته، ويعاني من الوحدة جراء ذلك، لذلك يبحث عن شريكة حياة للسراء والضراء"، في حين تحتفظ إيناس في ملف بنماذج من رسائله، وبينها واحدة يقول فيها "هيهو أيتها الصغيرة، تنتظرك بعض العقوبات لأنك تأخرت عن موعدنا"؛ وفي رسالة أخرى "عليك أن تطيعيني وتجيبي بسرعة"، أما حينما يغضب فيقول "انتهى الأمر هذه المرة، لا تكتبي إلي مجددا، أنت أنانية"، قبل أن يعود قائلا "مازلت أفكر فيك".
"بعث إلي رسالة خلال عيد ميلادي، وكان الشخص الوحيد الذي قام بذلك بين معارفي"، تحكي إيناس، مضيفة "قلت مع نفسي، على الأقل يهتم بي، فذهبت إلى لقائه"، لكن أظهر المفكر الإسلامي عنفا كبيرا، فقد "عض نهدي حتى نزفا دما، أصبت بالجنون، وانهرت أذرف الدموع، ثم تظاهرت بالنوم، لقد أرهبني، وضيقت فخذي حول نفسي، في حين استغرق في نومه دون أن يعود إلى لمسي".
إقرأ أيضا: الإرهاب يهدد مجددا "شارلي ايبدو" بسبب طارق رمضان
وتقول إيناس إنها اتصلت بمحام في باريس، لا تريد الكشف عن اسمه، لكنها تؤكد أن لديه ملفات أخرى لطارق رمضان، "وكلها لنساء اعتدى عليهن جنسيا بعنف، وهو أمر غير مألوف في ثقافة المسلمين، وكلهن نساء طلبن استشارته في أمور دينية حميمية، ويتحدرن جميعا من أوساط اجتماعية واقتصادية هشة".
أما نعيمة فتقول إنها اشتكته إلى هيآت إسلامية، لكن لم تتلقى أي جواب، وسط حديث عن عشرات الضحايا، إذ في 2010، توالت شهادات بهويات غير مكشوفة في تعاليق بقناة "يوتوب" الخاصة بناشطة تدعى ماجدة، وجعلتها تفكر في إصدار كتاب بعنوان "350 ليلة مع طارق رمضان".