مازالت الأسر لم تقبل بكثافة على شراء الأضاحي، رغم تأكيد مربين على أن العادة جرت على أن يتم ذلك، في آخر سوق، قبل العيد، خاصة أن أغلب الأسواق الأسبوعية التي يشهدها المغرب تكون في نهاية الأسبوع.
يستغرب مربون ضعف الإقبال، خاصة أنهم يعتقدون، أن ارتفاع الطلب في الأيام المقبلة، سيكون في مصلحة التجار، الذين يحققون أرباحا كبيرا على حساب المربين والمشترين على حد سواء، رغم وفرة العرض الذي يتجاوز الطلب، خاصة في ظل ملاحظة مربين أنه مادام العيد سيتزامن مع عطلة الصيف، ستفضل الكثير من الأسر، قضاءه في فنادق أو منتجعات سياحية، التي أضحت تستحضر هذا المعطي الجديد في عروضها التي تقدمها بمناسبة عيد الأضحى.
يذهب عبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز، إلى أن الأسعار لم ترتفع مقارنة بالعام الماضي، حيث تتراوح أسعار الأصناف المعروفة، مثل بني كيل، وتمحضيت والصردي والدمان بين 46 و50 وقد ترتفع إلى 51 درهم للكيلوغرام، مشيرا إلى أنه في هذا العام تحمل المربون تكاليف كبيرة على مستوى الأعلاف بالنظر للظروف المناخية التي تميزت بقلة التساقطات المطرية في بعض المناطق.
ويؤكد على أن التكاليف التي يتحملها مربو الأغنام جد مرتفعة، ضاربا مثلا بالماء، الذي تصل 10 أطنان منه إلى 600 درهما، علما أن الأضحية تستهلك 10 لترات في اليوم، زد على ذلك ارتفاع أسعار المحروقات والتبن والشعير.
ويتصور أن الأسعار لن ترتفع، في المقبل من الأيام، خاصة أن المربين يحرصون على عدم الاستمرار في تحمل تكاليف العلف بعد العيد، خاصة في الارتفاع الذي عرفه في العام الحالي، مشيرا إلى أنه كان ينتظر أن تعمد السلطات العمومية إلى تخصيص دعم للشعير قبل أن تعمد إلى إرجاء ذلك.
ويعتبر أن تأخير توفير دعم عبر سعر الشعير، له علاقة بكون السلطات العمومية، تسعى إلى أن تحصر الاستفادة منه في المربين بعد العيد، على اعتبار أنه لو قدم قبل العيد لاستفاد منه التجار الذين يتوسطون بين المربين والمشترين النهائيين.
ويؤكد على أن هوامش أرباح المربين ضعيفة بالنظر للتكاليف التي يتحملونها، خاصة بعد عام عرف قلة التساقطات المطرية وارتفاع أسعار الأعلاف، مشيرا إلى أن المستفيد الأكبر من تجارة الأضاحي في العيد، هم التجار الذين يشترونها من المربين، حيث تتراوح هوامش أرباحهم بين 20 و25 في المائة.
ولايستبعد الدكتور البيطري بوعزة الخراطي، ورئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، ارتفاعا يتراوح بين 10 و15 في المائة في الأسواق، بالنظر للتكاليف المرتفعة التي يتحملها المربون، وكثافة الطلب على الأضاحي في هذا الأسبوع.
ويتصور بوعزة الخراطي أن تدخل الوسطاء بين المربين والمشترين، له علاقة بعدم توفير أسواق خاصة بالمواشي في المغرب، رغم التزام المخطط الأخضر بذلك.
ويشدد المجدوبي على أنه من أجل تفادي تدخل الوسطاء، يفترض في المشترين المحتملين التوجه مباشرة من أجل اقتناء أضحية العيد، ما يساهم في الحصول على سعر في مستوى انتظاراتهم.
وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أكد في بلاغ له صادر في 26 يوليوز، أنه تم استعدادا لعيد الأضحى، تم ترقيم حوالي 7 ملايين و400 ألف (7.400.00 ) رأس من الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى، مؤكدا على أنه سيتم ترقيم 8 ملايين رأس مع نهاية الفترة المخصصة لهذه العملية.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري قدرت العرض من قطيع الأغنام والماعز بـ8,1 مليون رأس، مؤكدة أنها يتجاوز الطلب بأزيد من 48 في المائة.
وأضاف المكتب أنه تم إلى حدود ذلك لتاريخ، إنجاز 658 عملية مراقبة ميدانية وأخذ 381 عينة من الأعلاف لتحليلها، وأخذ 25 عينة مياه شرب للأضاحي لتحليلها، وإخضاع 500 عينة من اللحوم للتحاليل للتأكد من خلوها من المضادات الحيوية ومنح 331 رخصة لمرور فضلات الدجاج، وعلى إثرها تم تحرير 10 محاضر مخالفة وإحالتها على القضاء.
وأكد أن المخالفات التي تم تسجليها، تتوزغ بين ضبط استعمال فضلات الدجاج في التسمين وبيع الأدوية البيطرية بدون ترخيص، حيث تم تسجيل 3 حالات لاستعمال فضلات الدجاج في تسمين الماشية بجهة الدار البيضاء والرباط، ورصد 7 حالات لبيع الأدوية البيطرية مجهولة المصدر وبدون رخصة وسط أسواق الماشية الأسبوعية بالجهة الشرقية وجهة مراكش –آسفي وجهة الرباط -سلا -القنيطرة وجهة بني ملال خنيفرة.