"ترمضينة" ممثل النيابة العامة تطغى على محاكمة الريف

احتجاجات الريف / صورة: ياسين تومي
تيل كيل عربي

في جلسة أخرى من محاكمة معتقلي حراك  الريف، التي عقدت اليوم الخميس، أمام جنايات البيضاء، استكملت المحكمة الاستماع إلى شهود النيابة العامة "شهود الإثبات" وشرعت في الاستماع لشهود دفاع المعتقلين "شهود النفي". ولأول مرة ومنذ انطلاق هذه المحاكمة تصرف ممثل النيابة العامة حكيم الوردي بغضب شديد من مجرد سماعه لكلمة "العبث" على لسان إحدى محاميات الدفاع عن المعتقلين.

غضب الوردي، الوكيل العام في هذه المحاكمة، انطلق حين وصفت المحامية أسماء الوديع، عن دفاع المعتقلين أسئلته لأحد شهود النفي ب"العبث".

وصرخ الوردي في وجه المحامية قائلا "من يشعر بالعبث في هذه المحكمة فلينصرف منها"، بل اقتلع مكبر الصوت، ووقف من مكانه حتى سقط كرسيه عنه، واستمر في الحديث بانفعال شديد محتجا على تدخلات الدفاع المتكررة و"اتهام النيابة العامة بالعبثية وعدم احترام المحاكمة".

تدخل الوكيل العام الغاضب لم يوقفه سوى انسحاب الهيئة القضائية التي وقف رئيسها المستشار علي طرشي، معلنا انسحابه للاستراحة وتهدئة الوضع، وكذا صراخ المعتقلين من داخل القفص الزجاجي مرددين عبارة "العبث" واصفين محاكمتهم ب"المسرحية" وبكون النيابة العامة من تحكم داخل الجلسة.

وكانت المحكمة نادت على الشاهد الثاني الذي طالب دفاع المعتقل زكريا أدهشور بستدعائه، وهو رب عمله، وبعد أدائه لليمين، أكد أنه يوم 26 مارس 2017، او ما يعرف بواقعة إمزورن التي جرى فيها إحراق بناية للقوات العمومية، كان على اتصال طيلة ذلك اليوم بالمعتقل ادهشور،  الذي يعمل لديه "جباصا".

وأضاف الشاهد الذي كانت كلماته مزيجا بين اللهجتين "الدارجة والريفية"، واستعانت المحكمة بمترجم لفهمها، وأنه في حدود السادسة والنصف مساء التقاه بالمقهى، وأن مكوثهما هناك استمر للعاشرة ليلا.

وتدخل الوكيل العام لتوجيه الأسئلة للشاهد باعتباره قدم إشهادا للمحكمة يؤكد فيه أن المعتقل ادهشور كان معه يوم الواقعة، حيث استغرب من كون الشاهد الأول والثاني أنجزا الإشهاد في يوم واحد وبالتاريخ نفسه، ففسر الشاهد ذلك بأنها صدفة فقط لأن عائلة مرؤوسه طلبت منه هذا الإشهاد وتوجه للمقاطعة الحضرية وأنجزه بعد مدة طويلة من طلب العائلة.

وأصر الوردي على أن يقرأ الشاهد ذلك الاشهاد على مسامع المحكمة لكنه قال إن فهمه للغة العربية ضعيف وأنه سيقرأه بصعوبة، فغضب دفاع المعتقلين الذي اعتبر أسئلة النيابة العامة وقبلها دفاع الطرف المدني"غير منتجة"، وهو ما أثار حفيظة المحامية، الوديع،  التي تدخلت قائلة "والعبث هدا".

فما كان من الوكيل العام إلا أن انتفض في وجهها واستشاط غضبا وأجابها بعصبية غير معهودة ما جعل عددا من المحامين يصفون ذلك بال"ترمضينة".

أما الشاهد الاول من شهود النفي، وهو ميكاتيكي، وبعد أدائه لليمين، فصرح للمحكمة أن المعتقل زكريا كان طوال اليوم في عمله، ثم استقل معه سيارته رفقة شخصين آخرين، وأوصل الجميع إلى منازلهم، ثم التقاه فيما بعد في المقهى وظل معه للعاشرة ليلا.

وأبرز الشاهد أنه بدوره أنجز الإشهاد بذلك في المقاطعة، معلنا أنه ذلك اليوم شاهد دخان النيران من بعيد لكنه لم يعرف ما الذي يحترق، وعلم باحتراق مبنى الشرطة فيما بعد، مؤكدا أن مشاهدته لدخان النيران كان قبل أن يقل ادهشور واثنين آخرين في سيارته ليوصلهم إلى منازلهم. .

كما استمعت المحكمة في بداية الجلسة التي أخرتها لغد الجمعة، إلى شاهدين من شهود الإثبات "شهود النيابة العامة"، وهما موطفي أمن، أكدا تعرضهما للضرب والرشق بالحجارة بالقرب من منزل ناصر الزفزافي، في الوقت الذي كانوا فيه يؤدون واجبهم الوطني وعملهم الوظيفي.