تم تداول بعض الأخبار بخصوص جودة وسلامة مادة الحليب ومشتقاته، وقد أعلنت الفيدرالية البيمهنية لسلسلة الحليب (مغرب حليب)، اليوم الأربعاء، أن مادة الحليب ومشتقاته التي يتم تسويقها من طرف الوحدات الصناعية المرخصة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية سليمة ولا تشكل أي خطر على صحة المستهلك.
وفي هذا السياق، أفاد عبد الكريم الشافعي، رئيس الفيدرالية الجهوية لحقوق المستهلك بجهة سوس-ماسة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الأربعاء، أن الحليب غير المعقم ينقل مرض السل.
وطالب الشافعي بعدم شراء الحليب ومشتقاته الذي يباع أمام المساجد وفي الأزقة ولدى الباعة الجائلين، موضحا أن هذا الحليب يتسبب بنسبة كبيرة في مرض السل.
ولفت الانتباه إلى أن الإصابات بمرض السل عن طريق الحليب وصلت إلى حوالي 30 ألف حالة، وبالتالي وجب اقتناء الحليب المعقم والمرخص الذي لا يحتوي على البكتيريا. وأبرز أنه عندما نقول الحليب ومشتقاته، فنقصد بذلك الحليب واللبن والجبن والزبدة.
وكشف الشافعي أن بائعي الحليب يستعملون قارورات بلاستيكية، والتي يحصلون عليها في الغالب من حاويات الأزبال ومن محيط المستشفيات والمصحات، فيما لجان المراقبة ليس لها الحق في مراقبة البائع في القطاع غير المهيكل.
في سياق متصل، أكد عبد الحق البوتشيشي، المستشار الفلاحي المعتمد من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي" اليوم الأربعاء، بدوره، أن الحليب غير المعقم يتسبب في السل، مشيرا إلى أن هناك دراسات، خصوصا في منطقة الشاوية، تؤكد أن السل يأتي من الحليب غير المعقم.
وذكر البوتشيشي أنه صدر بلاغ سنة 2022 للمندوب الجهوي لوزارة الصحة، يقول فيه إن نسبة داء السل عند المواطنين القاطنين بالجهة، وخصوصا بالمنطقة، عرف ارتفاعا نتيجة تداول حليب الأبقار المصابة بداء السل. وأوضح أن جرثومة "السل البقري" تشكل نسبة 5 حتى 10 بالمائة من عدد إصابات السل بالمغرب.
وفي تعليقه على سؤالنا حول السبب الذي يدفع مربي الماشية إلى بيع الحليب في الأماكن العشوائية، أفاد أن الحليب منتوج حيواني سريع التلف، وأن الجهاز المسؤول عن السلامة الصحية للمنتجات الغذائية هو الذي خولت له مراقبة كل مصادر التغذية ذات المصدر الحيواني، من قبيل اللحوم والحليب.
وأضاف أن الكساب يتحمل مسؤولية الحليب عندما لا تقوم الشركة بتجميعه، وهنا يجد نفسه مضطرا لتسويقه، من أجل توفير الأعلاف المركبة والخشنة وما إلى ذلك، في ظل عدم التزام الشركات المجمعة تجاه المنتج.
وأشار البوتشيشي إلى أنه يتم حجز عدد من رؤوس الأبقار في المجازر لأنها تعاني من مرض السل، وبالتالي وجب في هذه الحالة على الشركة المجمعة أن تلتزم وتقوم بتجميع الحليب، وعلى المكتب الوطني للسلامة الصحية أن يضرب بيد من حديد على كل من وجده يبيع الحليب بشكل غير مهيكل.
واستطرد قائلا: ننصح المغاربة باقتناء الحليب ومشتقاته من الشركات، وبهذا نقوم بالرفع من معدل استهلاكه، فما نستهلكه لا يتجاوز 41 لترا في العام، كمعدل، كما وجب التشجيع على الاستهلاك وكذلك تخفيض الثمن.
واختتم حديثه قائلا: في 2030 ستستقبل المطارات ما يقرب من 80 مليون مسافر، وإذا قامت الخطوط الملكية بتقديم "ياغورت" واحد فسيكون الأمر لصالحنا. إذن، وجب التفكير في المستقبل وفي تقنين القطاع من خلال تثمين المنتوج وفق المعايير الدولية، بالإضافة إلى البحث عن أسواق خارجية.