تتواصل بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، إلى غاية السادسة والنصف مساء، جلسة الترافع حول السراح المؤقت لأفراد مجموعة ناصر الزفزافي من معتقلي الريف، في أجواء من الصدام الحاد بين المحامين، ونائب الوكيل العام للملك، بخصوص "تعذيب الزفزافي داخل السجن"، و"إبقائه في زنزانة انفرادية منذ خمسة أشهر".
وبلغ الصدام قمته، بسبب مرافعتين للمحاميان إسحاق شارية وعبد الصادق البوشتاوي، إذ قدم الأول مرافعته حول ملتمس السراح المؤقت، بالقول إن "الزفزافي يعذب بالمعزل الانفرادي، وصباحا كان يطلب الكلمة من المحكمة لإطلاعها حول ظروف اعتقاله المشينة والماسة بالكرامة".
وأضاف شارية، الذي كان يتحدث وبجانبه محمد زيان، قائلا إن "مؤازري تتم تعريته قبل وبعد كل عملية تخابر مع المحامي داخل السجن"، ثم سلم للقاضي نسخة شكاية وضعت لدى النيابة بخصوص الموضوع.
وساند البوشتاوي زميله شارية، فقال "إن بقاء الزفزافي في زنزانة انفرادية ومنعه حتى خلال الفسحة من الاقتراب والتواصل مع باقي رفاقه منذ خمسة أشهر، تجاوز المدة القانونية الممثلة في 15 يوما، ما يجعل الأمر تعذيبا بمعايير المقرر الأممي لمناهضة التعذيب".
وانتفض حكيم الوردي، نائب الوكيل العام للملك، حينما منحت له الكلمة، فقال: "بخصوص الزفزافي سأكتفي بالقول إن هناك تسويقا لمغالطات كبيرة لدى الرأي العام، ونحن في إطار مهامنا القانونية نزور المعتقلين، وكل ما يقال حول التعذيب يكشف جهلا بالقوانين المتعلقة بمسألة التعذيب".
وبخصوص شكايات المعتقلين ودفاعهم حول الأمر، قال الوكيل العام للملك، إنها "أعطيت التعليمات بالبحث فيها، وسنرتب الإجراءات القانونية على ضوء النتائج"، مضيفا أن "النيابة العامة مستقلة ولا تخشى أحدا، أما المغالطات فلن أسمح بتمريرها".
وبينما ذهب الوردي، ممثل الحق العام، إلى أبعد من ذلك، بقوله "إن رواية التعذيب التي تتكرر أمام المحكمة مشروخة، ومزاعم عارية من الصحة، وغير مؤسسة قانونيا، وكلام مطبوع بحماس يفتقر إلى النضج"، انتفض المحامون ضد الكلمة الأخيرة وطالبوه بسحبها، لكنه رفض، فاندلعت ملاسنة أدت إلى رفع الجلسة من جديد.
وبمناسبة اقتياد المتهمين من الكراسي الأمامية إلى القفص الزجاجي، في انتظار انعقاد الجلسة مرة أخرى، انتفض ناصر الزفزافي، وبدأ يصيح مكررا: "النيابة العامة تكذب..."، و"لن تهزموني ومستعد للاستشهاد"، وكرره وراءه معتقلون آخرون: "مستعدون للإعدام".
يشار إلى أن جلسة الترافع حول ملتمسات السراح المؤقت لمجموعة ناصر الزفزافي (32 متهما)، التي تم صباحا تأخير ملفها إلى 31 أكتوبر الجاري، مازالت مستمرة، علما أنه من المنتظر أيضا فتح ملف مجموعة نبيل أحمجيق، والصحافي حميد المهداوي، ما يرشح الجلسة للتواصل إلى ساعة متأخرة من ليلة اليوم.