أدان القضاء الفرنسي، أمس (الخميس)، ربان طائرة للخطوط الملكية المغربية، من أجل تعريض حياة الغير للخطر، فقضى في حقه بأداء غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم، على خلفية واقعة، تتعلق بإقلاعه بالطائرة، رغم تنبيهه إلى وجود تسرب للبنزين من أحد محركاتها، ما يعني تعريضها لإمكانية وقوع انفجار يؤدي بحياة 80 من الركاب إلى الهلاك.
وقالت الصحف الفرنسية، إن النازلة تعود إلى 2010، حينما قام الربان المغربي، البالغ من العمر 51 سنة، بالإقلاع من مطار "باريس أورلي"، رغم علمه بخطورة الأمر، إذ قبيل انطلاق رحلة الطائرة من باريس نحو مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، تلقى تنبيها بوجود تسرب لـ"الكيروزين" من أحد محركات الطائرة، لكنه رفض التراجع.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" إن عقوبة الغرامة المالية التي قضت بها المحكمة الزجرية لبلدة كريتاي، في شرق باريس، جاءت رحيمة جدا بالربان، إذ أن النيابة العامة طالبت بإدانته بعقوبة المنع من قيادة الطائرات لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى الحبس النافذ لمدة 10 أشهر، سيما أن المحرك الصغير الذي كان يتسرب منه "الكيروزين"، موجود في مؤخرة الطائرة، وخاص بتشغيل مفاعلات موجودة تحت أجنحة الطائرة.
ونجا الربان المغربي من تلك العقوبة القاسية التي طالبت بها النيابة العامة، لأن الرحلة وصلت إلى الدار البيضاء بدون وقوع أي ضرر، رغم أنه نبه إلى وجود تسرب، فأجاب بأن "التسرب بدأ يتلاشى"، فأقلع بطائرته.
وفيما اعتبرت خبرة تقنية قضائية أمر بها القضاء، أن "اعتماد الربان على تشغيل المحرك رغم وجود تسرب للبنزين في المفاعل الصغير، سلوك شاذ وغير منطقي"، ما جعل النيابة العامة، تنسب إليه تهمة تعمد تعريض حياة الغير للخطر، بحكم أنه هناك إمكانية أفضل لتشغيل المحركات، اعتبر الربان المغربي أمام المحكمة، بأنه "احترم تعليمات المصلحة التقنية"، و"عالج المشكلة"، فلم يقع أي حادث.