تعرض مجلس مدينة الدارالبيضاء لانتقادات لاذعة بعد أن فوض لشركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتنمية" صفقة شراء وتثبيت 100 مرحاض "ذكي" أو آلي التنظيف، رصد لها مبلغ 60 مليون درهم، أي حوالي 600 ألف درهم للمرحاض الذكي، فما هي خلفيات القضية؟
بدأت القصة عندما أعلنت شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" عن طلب عروض لاقتناء 100 مرحاض ذكي ذاتي التنظيف لتثبيها في مقاطعات مختلفة بالعاصمة الاقتصادية. تبدو الأمور حتى هنا عادية، لكن صفقة المشروع، هي ما أدى إلى تناسل ردود فعل مستاءة خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يستسغ كيف يكلف مرحاض مبلغ 60 مليون سنتيم؟
يضم طلب العروض نوعين من المراحيض: واحد على شكل حائط تبول خارجي من مكانين، وثان خاص بذوي الاحتياجات الخاصة بحائط تبول خاص لثلاثة أشخاص، ومن المقرر أن تبدأ عملية فتح الأظرفة الخاصة بالمناقصة يوم 16 أكتوبر المقبل، كما حددت مدة الإنجاز في 18 شهرا.
يوضح مصدر من "الدار البيضاء للتهيئة" لـ"تيل كيل" بأن تحديد سعر المرحاض الواحد جاء بعد أن قامت الشركة بدراسة لنماذج مدن مماثلة للدارالبيضاء، من حيث عدد السكان كمدريد واسطنبول وفرانكفورت، وأن هذا الجيل الجديد من المراحيض يتميز ببعده الإيكولوجي، من حث تدبير المياه، والأتوماتيكية في الاشتغال والتنظيف.
ووفق المصدر المأذون ذاته، فإنه سيجري توزيع 5 مراحيض لكل مقاطعة، والسعر المبدئي للمناقصة يمكن أن ينزل أو يصعد بعد الرسو على طرف معين، وأن سعر المرحاض الواحد يبدو منذ الوهلة الأولى مرتفعا أو مبالغا فيه، ويقول "عندما نقدر أسعار مراحيض ثبتها مدن أخرى، سنكتشف أن أسعارنا هي الأرخص".
وخلال شهر ماي الماضي، ثبتت مدينة مونتريال الكندية 12 مرحاضا آلي التنظيف في ولاية فيل ماري بكلفة بلغت 3 ملايين دولار ونصف المليون، ووفق ما كشفه "لوجورنال دو مونتريال"، فإن المرحاض الواحد كلف 265 ألف دولار، أي ما يقارب 260 مليون سنتيم للمرحاض الواحد.
كما سبق لمدينة نومير البلجيكية أن ثبتت مرحاضين بقيمة 125 ألف دولار للمرحاض الواحد، كما سبق وأن قررت بلدية طروة الفرنسية وضع مراحيض مشابهة وهو ما كلفها 50 ألف أورو المرحاض الواحد.