استطاع أشخاص يرتدون ملابس موظفي السجون، مساء الاثنين الماضي، تهريب بارون المخدرات "الشريف العروصي" من داخل مستشفى الاختصاصات ابن سينا بالرباط. وفيما برأ مدير المستشفى في حديث مع "تيلكيل - عربي" المستشفى من المسؤولية، أفادت مصادر مطلعة، أنه إلى غاية اليوم (الأربعاء)، مازالت الأجهزة الأمنية تباشر تحرياتها في الوجهة التي فر إليها.
المعطيات التي أوردتها ، في البداية جريدة "الصباح"، تشير إلى أن موظفي السجن المزيفين دخلوا مصلحة طب الدماغ والأعصاب بمستشفى التخصصات بالرباط، مساء يوم الاثنين المنصرم، حيث كان موضوعا رهن تدبير الحراسة الطبية منذ تاريخ 24 دجنبر المنصرم، وهم يجرون كرسيا متحركا، حملوا به العروصي وأخرجوه دون أن يثير ذلك انتباه شرطيين كانا مكلفين بحراسته.
وأخلى عبد القادر الروكاني، مدير مستشفى ابن سينا، في اتصال مع تيل كيل عربي، مسؤوليته من عملية هروب بارون المخدرات المحكوم عليه بـ10 سنوات سجنا، يقضيها بسجن العرجات، واستدعى تدهور حالته الصحية من إدارة السجن نقله إلى المستشفى بالرباط للعلاج تحت تدابير الحراسة.
وقال الروكاني في اتصال مع "تيلكيل عربي": "نحن لا مسؤولية لنا في أمن السجين الذي جاء من أجل تلقي العلاج، مسؤوليتنا تنتفي عند معالجته".
وتنص المادة 137 من القانون رقم 23.98 المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية أنه "لا يتم الاستشفاء، إلا بناء على تعليمات طبية، وتشعر بذلك إدارة السجون، قبل نقل المعتقل المريض. وإذا تعلق الأمر بمعتقل احتياطي، تعين كذلك إشعار السلطة القضائية المختصة".
وفي حالة الاستعجال، "يتم الإشعار بعد إنجاز الاستشفاء. ويجب على مدير المؤسسة السجنية، إعطاء المعلومات الكافية للسلطة المعنية، قصد تمكينها من اتخاذ الإجراءات اللازمة لخفر وحراسة المعتقل نزيل المستشفى، بواسطة مصالح الشرطة أو الدرك، وبصفة عامة، من تحديد التدابير الكفيلة بمنع أي حـادث، مع أخذ شخصية المعتقل بعين الاعتبار".
وعلم "تيلكيل عربي" أن المصالح الأمنية مازالت، إلى غاية اليوم (الأربعاء)، تبحث عن مكان تواجد "الشريف العروصي"، الذي لم يتم العثور عليه بعد مرور 3 أيام على فراره.
يذكر أن "الشريف العروصي" مدان في قضايا لها علاقة بتكوين عصابة إجرامية وسرقة السيارات والاتجار في المخدرات الصلبة واعتراض سبيل المارة وسلب أغراضهم، وسبق أن حوكم معه 60 متهما ضمنهم 11 مسؤولا أمنيا .
ونقل العروصي، في 24 دجنبر الماضي، من سجن العرجات إلى المركز الاستشفائي الجامعي بالرباط لتلقي العلاج"، لكن بحلول مساء الاثنين الماضي، تمكن أربعة أشخاص يرتدون زي حراس إدارة السجون من تهريبه من المستشفى نحو وجهة مجهولة.
ومنذ انكشاف فرار البارون، المحكوم بـ10 سنوات نافذة، دخلت أجهزة أمنية كثيرة على خط الأبحاث، فتم الاستماع إلى المستخدمين الذين كلفوا بحراسته داخل المستشفى، كما تم استخراج تسجيلات كاميرات المراقبة المنتشرة بالمستشفى للاستعانة بها من قبل الشرطة العلمية والتقنية لتحديد هويات الأشخاص الذين نجحوا في تهريبه.