كشف تقرير أممي أن نحو 53.9 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد في المنطقة العربية، عام 2021، بزيادة قدرها 55 في المائة، منذ عام 2010.
وحذر التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، والإسكوا، من أن انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد واصل منحاه التصاعدي، ليؤثر سلبا على ما يقدر بنحو 154.3 مليون شخص، في عام 2021، بزيادة قدرها 11.6 مليون شخص، عن العام السابق.
وذكر التقرير أن "مستويات الجوع وسوء التغذية وصلت إلى مستويات حرجة في المنطقة العربية، لاسيما بعد أن أعاقت جائحة "كوفيد-19" والحرب في أوكرانيا إمكانية الحصول على الأغذية الأساسية".
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف سكان الدول العربية؛ أي 162.7 مليون شخص، لم يستطيعوا تحمل كلفة تبني نمط غذائي صحي، في عام 2020، لافتا إلى أن تكلفة اتباع نمط غذائي صحي تتزايد في المنطقة العربية، كل عام، منذ عام 2017؛ حيث وصلت التكلفة، في عام 2020، إلى 3.47 دولار، للفرد الواحد، في اليوم.
وأظهر التقرير أن جائحة "كوفيد-19" والحرب في أوكرانيا أثرتا على البلدان العربية أكثر من غيرها من البلدان، وزادتا من حدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في المنطقة، بالإضافة إلى عوامل أخرى؛ مثل تغير المناخ، والنزاعات، والقضايا الهيكلية؛ مثل الفقر، التي تزيد من عبء تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية في المنطقة.
كما سلط التقرير الضوء على التجارة كعامل تمكين أساسي لضمان تحقيق جميع الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي والتغذية (التوفر وإمكانية الحصول على الغذاء والاستخدام والاستقرار)، عن طريق زيادة كمية وتنوع الغذاء وخفض سعره، بالنسبة للبلدان المستوردة الصافية للغذاء.
وأوصى بأن يركز صانعو القرار على السياسات، التي تسهل تجارة المواد الغذائية؛ مثل تقليل الحواجز التجارية، وإنشاء مناطق جديدة للتجارة الحرة، وتبني التقنيات الرقمية، وتقليل الحواجز غير الجمركية، وتنسيق الممارسات التنظيمية، وتعزيز الحكامة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان والمجتمع الدولي، وتحويل نظم الأغذية الزراعية في المنطقة، لجعلها أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة.
ودعا التقرير الدول العربية إلى الاستفادة من التجارة البينية، والاعتماد بشكل أكبر على قدرات بعضها البعض؛ حيث تساعد التجارة الإقليمية على الحد من نقص الغذاء، خلال دورات الإنتاج الزراعي العادية، وتوفر آلية مهمة لمعالجة نقص الإنتاج أو اضطرابات سلسلة التوريد، الناجمة عن الآثار السلبية وغير المتوقعة للأحداث العالمية، وضرورة نهوض المنطقة العربية بنظم أغذيتها الزراعية لضمان الأمن الغذائي والتغذية الكافية للجميع، حتى تكون مستدامة اقتصاديا وشاملة وتعود بأثر إيجابي على المناخ والبيئة.