تقرير: جائحة "كورونا" ترفع النفقات الصحية للمغاربة بنسبة 10,9 في المائة

بشرى الردادي

أفادت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة نشرتها أمس الأربعاء، بأن النفقات التي خصصتها الأسر للصحة سجلت ارتفاعا سنويا نسبته 10,9 في المائة، ما بين سنتي 2019 و2021، نتيجة الأزمة الصحية المرتبطة بـ"كوفيد-19".

وأشارت المندوبية في مذكرة تحت عنوان "تطور الفوارق الاجتماعية في سياق آثار "كوفيد-19" وارتفاع الأسعار"، إلى أن "النفقات الصحية ونفقات الاتصال سجلت ارتفاعا سنويا بلغ على التوالي 10,9 في المائة و4,6 في المائة.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع كلفة نفقات التدابير الوقائية للحد من انتشار وباء "كوفيد-19" وإلى تكثيف استعمال تكنولوجيا الاتصال، منذ بداية الأزمة الصحية.

وأبرزت المذكرة أنه بسبب الأزمة الصحية، خفضت الأسر، بشكل حاد، النفقات المخصصة لـ"التجهيزات المنزلية" بنسبة 19,1 في المائة، سنويا، بالأسعار الثابتة. كما سجلت نفقات الأنشطة الترفيهية انخفاضا سنويا هاما بلغ 14,3 في المائة.

وأضاف المصدر ذاته أن هذا الانخفاض بلغ 5,9 في المائة بالنسبة للباس والأحذية، و2,4 في المائة بالنسبة للتغذية، و2 في المائة بالنسبة للنقل.

من جهة أخرى، أفادت المندوبية بأن الآثار السلبية لجائحة "كوفيد-19" على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسر أدت إلى زيادة الفوارق الاجتماعية.

وهكذا، ارتفعت نسبة النفقات لدى الأسر الخمس الأكثر يسرا من 46,1 في المائة، سنة 2019، إلى 47,7 في المائة، سنة 2021، مقابل انخفاض من 7 في المائة إلى 6,5 في المائة، بالنسبة للأسر الخمس الأقل يسرا.

وارتفعت الفوارق الاجتماعية بنقطتين مئويتين تقريبا خلال هذه الفترة، وذلك من 38,5 في المائة إلى 40,3 في المائة، على المستوى الوطني، ومن 37,2 في المائة إلى 39,1 في المائة، في المناطق الحضرية، ومن 30,2 في المائة إلى 31,9 في المائة، في المناطق القروية.

وارتفع معدل الفقر المطلق من 1,7 في المائة، في سنة 2019، إلى 3 في المائة، خلال سنة 2021، على المستوى الوطني، ومن 3,9 في المائة إلى 6,8 في المائة، في المناطق القروية، ومن 0,5 في المائة إلى 1 في المائة، في المناطق الحضرية.

وموازاة مع ذلك، عرفت الهشاشة ارتفاعا ملحوظا؛ حيث انتقلت من 7,3 في المائة، سنة 2019، إلى 10 في المائة، سنة 2021، على المستوى الوطني، ومن 11,9 في المائة إلى 17,4 في المائة، في المناطق القروية، ومن 4,6 في المائة إلى 5,9 في المائة، في المناطق الحضرية.

وتعرض هذه المذكرة السمات البارزة للدراسة التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط حول تقييم التأثير قصير المدى لوباء "كوفيد-19" والصدمة التضخمية الحالية على وضعية الفوارق الاجتماعية.

ومن أجل رصد تطور وضعية الأسر في هذا السياق، تستند هذه الدراسة على بنيات النفقات، حسب البحث الوطني حول الاستهلاك ونفقات الأسر 2013/2014، ومعطيات البحث الشهري للأثمان عند الاستهلاك، والبحث الوطني حول مصادر الدخل 2019، بالإضافة إلى معطيات المرحلة الثالثة من البحث الوطني حول تداعيات جائحة "كوفيد-19" على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسر 2021/2022.

ويتم تحديد آثار "كوفيد-19" على الفوارق الاجتماعية، بناء على قياس تأثير التغيرات المرصودة في استهلاك الأسر، بين سنتي 2019 و2021، على التوزيع الاجتماعي لمستوى المعيشة.

وتم توفير هذا التقييم من خلال معطيات المرحلة الثالثة من البحث الوطني حول تداعيات "كوفيد-19". ويهدف هذا البحث، الذي شمل 12000 أسرة، خلال الفترة الممتدة من 11 أكتوبر 2021 إلى 10 فبراير 2022، إلى تقييم آثار جائحة "كوفيد-19" على ظروف معيشة السكان.