يهم المصطافين.. تعرف على حالة شواطئ المغرب قبل شد الرحال إليها

تقرير سنوي يرصد جودة مياه شواطئ السواحل المغربية
أحمد مدياني

كشفت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، عن نتائج التقرير الوطني الخاص برصد جودة مياه الاستحمام لشواطئ المملكة برسم العام 2019، والذي شمل 169 شاطئاً موزعة على 9 جهات ساحلية.

التقرير الذي تكلف بإنجازه المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث بشراكة، مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تقرير خلص إلى أن 3 محطات شاطئية لا تصلح فيها السباحة، 4 محطات تعاني من تلوث مؤقت.

ويشير التقرير الذي عرضت نتائجه صباح اليوم الاثنين بالرباط، بحضور كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي إلى أن "الساحل المغربي يتعرض لضغوط إيكولوجية وبيئية قوية.

ولاحظ أن الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط معرض لضغوط من التعمير والأنشطة السياحية والصناعية، خاصة منطقة طنجة - تطوان، أما الشريط الساحلي الممتد من القنيطرة إلى آسفي، فيستقبل أكثر من 60 في المائة من المياه العادمة المنزلية ،وأكثر من 80 في المائة من المياه العادمة الصناعية، كما يعاني محور المحمدية - آسفي من تركيز عمراني وصناعي قوية، أما على مستوى الجنوب، فخليج أكادير يعرف مسلسل تعمير متسارع، وطفرة سياحية وصناعية مهمتين".

رصد جودة مياه الاستحمام

شملت عملية الرصد مياه الاستحمام لشواطئ المغرب، حسب التقرير الوطني السنوي، عددا من المحطات وصل إلى 451 محطة موزعة على 169 شاطئا تمتد من السعيدية شرقا إلى الداخلة جنوبا، منها 52 محطة على الواجهة المتوسطية و117 محطة على الواجهة الأطلسية.

ومن خلال الافتحاص الأولي بخصوص جودة مياه الاستحمام، ومقارنة مع المواسم الفارطة، خلص التقرير إلى أنه "إجمالا، أغلب المحطات تعرف تحسنا لجودة مياه الاستحمام، باستثناء القليل منها".

وأرجع التقرير تحسن جودة مياه مجموعة من الشواطئ مقارنة بالسنة الفارطة، إلى "المجهودات التي بذلت من طرف جميع الفرقاء والمتدخلين كذا التنافس بين أغلب الشواطئ المغربية، قصد الحصول على مواصفة اللواء الأزرق".

وتحدث التقرير عن أن 98.43 في المائة من مجموع المحطات المراقبة صالحة للاستحمام و1.57 في المائة منها غير صالحة.

ويبلغ عدد محطات الاستحمام التي تتأرجح جودة مياهها بين الرديئة والملوثة مؤقتاً 7 محطات، 3 محطات منها جودة مياهها رديئة وهي: "جبيلة 3" بعمالة طنجة - أصيلة و"عين عتيق" بعمالة الصخيرات - تمارة  و"واد مرزك" بإقليم النواصر.

وربط التقرير رداءة جودة مياه المحطات المذكورة بتأثرها بالمياه العادمة وارتفاع كثافة المصطافين مع نقص التجهيزات الصحية فيها.

وأشارت نتائج التقرير الوطني، إلى أنه تمت برمجة 21 ملفاً بيئيا خلال العام 2019، يخص مياه الاستحمام، 11 ملفاً بيئيا جديدا همت شواطئ: سيدي إدريس، كيمادو، قاع أرسس، أمسا، واد المرسى، بحيباح، إمسوان، تاغازوت، تامحروشت، كاسمار وبوجدور. فضلاً عن ملفات بيئية مقرر تحينها، وتشمل شواطئ: المضيق، المهدية، النحلة سيدي البرنوصي، النحلة عين السبع، الشهدية، السعادة، عين الذئاب، عين الذئاب الممتد، وليخيرا.

جودة المياه حسب أربع تصنيفات

اعتمدت عمليات رصد جودة مياه الشواطئ المغربية على  برنامج للرصد أطلق من شهر ماي إلى شهر شتنبر من العام 2018، مع حملة مرجعية خلال شهر فبراير من العام 2019، وتم أخذ العينات بوتيرة نصف شهرية خلال موسم الاصطياف طبقا للمعيار الوطني "NM 03.7.200"، وهو المعيار الذي شرع العمل به تدريجيا منذ سنة 2014 ويطابق المعيار الأوروبي "CEE/76/160) وتوصيات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ذات الصلة برصد جودة مياه الاستحمام، قبل اعتماد معيار مغربي جديد "NM 03.7.199" سوف يعتمد في تقييم جودة مياه الشواطئ المرشحة لنيل شارة "اللواء الأزرق".

ويعتمد المعيار المغربي "NM 03.7.200" في تقييم جودة مياه الاستحمام على البحث عن المؤشرات الميكروبيولوجية "العصيات البرازية (الإشريكية القولونية) والمكورات العنقودية البرازية). ويدل وجود هذه الجراثيم في المياه على تعرض منطقة الاستحمام لتلوث برازي، جيث تمثل مؤشراً لمستوى التلوث بالمياه العادمة وتفسح المجال للاشتباه بوجود جراثيم مسببة للأمراض، وكلما كانت موجودة بكمية أكبر، ارتفع خطر الإصابة.

وحسب المعيار الوطني، يوضح التقرير، تم وضع أربعة تصنيفات لمياه الاستحمام، وهي:

أولا: مياه من النوع الجيد: 80 في المائة على الأقل من نتائج تحليل العينات المفحوصة الخاصة بجراثيم الإشريكية القولونية أو القولونيات البرازية يجب أن تكون أقل من المعايير التوجيهية (100/100 مل) أو تساويها. 95 في المائة من نتائج نفس التحليل يجب أن تكون أقل من المعايير الإلزامية (2000/100 مل) أو تساويها.

و 90 في المائة علي الأقل مـن نتائـج تحليل العينـات المفحوصـة الخاصة بجراثيـم المكـورات العنقوديـة البرازيـة يجـب أن تكـون أقـل مـن المعاييـر التوجيهيــة (100/100 مــل) أو تســاويها.

ثانيا: مياه ذات جودة مقبولة: تصنـف ميـاه الاسـتحمام ضمـن هـذا الصنـف إذا حتققـت المعاييـر الإزاميـة (2000/100 مـل) بالنسـبة لجراثيم الإشـريكية القولونيـة أو القولونيـات البرازيـة فـي 95 في المائة مـن العينـات المفحوصـة. أمـا االمعاييـر التوجيهيـة فلا تؤخـذ بعـن الاعتبـار.

ثالثا: مياه ملوثة مؤقتا: فــي هــذا الصنــف، تتــراوح نســبة العينــات غيــر المطابقــة للمعاييــر اإللزاميــة (2000/100 مــل) بالنســبة لجراثيــم الإشــريكية القولونيــة أو القولونيـات البرازيـة مـا بيـن 5 و3,33 في المائة، مـن مجمـوع العينـات المفحوصـة. الشـيء الـذي يسـتوجب التدخـل السـريع لاتخـاذ التدابيـر الفوريـة للرفـع مـن جودتهـا. وللتذكيـر، إذا تم أخـذ أقـل مـن 20 عينـة فـي نفـس المحطـة، فـإن عـدم مطابقـة عينـة واحـدة للمعاييـر الإلزاميـة (2000/100 مــل)، الخصــة بجراثيــم الإشــريكية القولونيــة البرازيــة، كاف لتصنيــف ميــاه هــذه المحطة  ضمــن صنف المياه الملوثة مؤقتاً.

رابعا:  مياه من نوع رديء: إذا تبـين مـن خـال نتائـج التحاليـل أن عينـة واحـدة مـن أصـل ثـلاث عينـات غيـر مطابقـة للمعاييـر الإلزاميـة (2000/100 مـل) بالنسـبة للجراثيـم الإشـريكية القولونيـة أو القولونيـات البرازيـة، يتـم تصنيـف هـذه الميـاه فـي صنف النـوع الـرديء.

وإذا صنفـت ميـاه الاسـتحمام لمحطـة معينـة خـلال سـنتني متتاليتـن ضمـن الصنـف رديء، يجـب منـع الاسـتحمام بهـا إلا إذا لوحـظ تحتسـن ملمـوس فـي جـودة مياههـا.

وأشار التقرير إلى أن 42 محطـة، أي مـا يعـادل 88,10 في المائة مـن مجمـوع المحطات التـي خضعـت للرصـد، قـد سجلــت تدهـورا فـي جـودة ميـاه الإستحمــــام بعد مـــرور تصنيفهـــا من المعـيـــــار "03.7.200 NM" إلــى المعـيـــــار "03.7.200 NM".

توصيات لحماية جودة مياه الاستحمام

وأشار التقرير في ختامه، إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن من خلال أجرءتها حماية جودة مياه الاستحمام في الشواطئ المغربية، ويقول التقرير في هذا الصدد إن "اختلالات أنظمـة الصـرف الصحـي وتصريـف الميـاه العادمـة غيـر المعالجـة مباشـرة فـي الأوسـاط البحريـة أو في الأنهار، تمثل  الأسباب والمصادر الرئيسية لتلوث مياه الالستحمام.

وللحد من هذا الوضع، يوصى التقرير بـ:

• حــذف مصــارف الميــاه العادمــة التــي يتــم قذفهــا مباشــرة فــي البحــر أو فــي الأوديــة والأنهــار، واختيــار حلــول
ناجعة ومناسبة لمعالجتها؛

• وضع تدابير لتصريف المياه العادمة المنزلية للتجمعات السكنية الواقعة على طول المجاري المائية؛

• القيام بمراقبة منتظمة وصيانة شبكات الصرف الصحي للحد من التلوث؛

• القيام بفحص وتتبع مصارف المياه العادمة المتواجدة على مستوى الشواطئ؛

• القيام بعمليات استباقية لتفادي أخطار التلوث المرتبطة بالفيضانات وذلك بتعاون مع المصالح المعنية؛

• تقويـة البنيـة التحتيـة للشـواطئ (مراحيـض، حمامـات، حاويـات النفايـات) مـع الأخـذ بعيـن الاعتبـار طـول الشـاطئ
ونسبة تردد المصطافين؛

• تعزيز آليات الوقاية ومكافحة مصادر التلوث؛

• تنفيذ الإجراءات والتدابير الوقائية المقترحة ضمن الملفات البيئية للشواطئ؛ذ

• تكثيـف أنشـطة التوعيـة والتحسـيس لحـث مسـتخدمي الشـواطئ علـى الممارسـات الصديقـة للبيئـة والعمـل على المحافظة ونظافة الشواطئ.