لا تزال وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2021 تعاني من مخلفات الأزمة التي عاشها الاقتصاد الوطني خلال سنة 2020. حيث تميزت أساسا بارتفاع البطالة وعدم النشاط خصوصا في صفوف النساء والشباب.
ورصدت مذكرة إخبارية للمندوبية السامية للتخطيط حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2021، توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منها، اليوم الاثنين 3 ماي، أنه "ما بين الفصل الأول من سنة 2020 ونفس الفصل من سنة 2021، وبإحداث 56.000 منصب شغل بالوسط الحضري وفقدان 258.000 منصب شغل بالوسط القروي، فقد الاقتصاد الوطني 202.000 منصب شغل على المستوى الوطني، أساسا مناصب غير المؤدى عنها (185.000). في حين، عرف الاقتصاد الوطني إحداث 77.000 منصب ما بين الفصل الأول من سنة 2019 و نفس الفصل من سنة 2020".
وحسب المذكرة ذاتها، "بلغ الحجم الإجمالي للبطالة 1.534.000 شخص وذلك بزيادة قدرها 242.000 عاطل على المستوى الوطني، 185.000 بالوسط الحضري و57.000 بالوسط القروي".
وهكذا، تضيف المندوبية، "انتقل معدل البطالة من %10,5 إلى %12,5 على المستوى الوطني، من %15,1 إلى %17,1 بالوسط الحضري ومن %3,9 إلى %5,3 بالوسط القروي. وسجلت أهم الارتفاعات في معدل البطالة بين النساء من %14,3 إلى %17,5، وبين الشباب المتراوحة أعمارهم مابين 15 و24 سنة، من %26,8 إلى%32,5، و بين حاملي الشهادات من %17,8 إلى %19,8" .
و"بلغ عدد السكان النشيطين المشتغلين في حالة الشغل الناقص 988.00 شخص. وانتقل معدل الشغل الناقص من %8,8 إلى %9,2 على المستوى الوطني، من%8,7 إلى %8,9 بالوسط الحضري ومن %8,9 إلى %9,6 بالوسط القروي".
انخفاض النشاط والشغل
عرف معدل النشاط مابين الفصل الأول من سنة 2020 ونفس الفترة من سنة 2021، انخفاضا على المستوى الوطني، منتقلا من %46 إلى %45,5. حيث انخفض من %53,3 إلى %51,1 بالوسط القروي وارتفع من %42,1 إلى %42,6 بالوسط الحضري، وقد بلغ الفرق بين معدلات النشاط لدى الرجال والنساء حوالي 49,5 نقطة، وذلك بمعدلات نشاط على التوالي %70,7 و%21,2. وقد بلغ هذين المعدلين على التوالي %70,3 و%22,6 خلال الفصل الأول من سنة 2020.
و من جهته، انخفض معدل الشغل من %41,2 إلى %39,9 على المستوى الوطني. حيث عرف انخفاضا ضعيفا ب 0,4 نقطة بالوسط الحضري (من %35,7 إلى %35,3)، في حين فقد 2,8 نقطة بالوسط القروي (من %51,2 إلى %48,4). وبلغ الفرق بين معدلات الشغل لدى الرجال والنساء حوالي 45,4 نقطة وذلك على التوالي %62,9 و%17,5. وبلغا هذين المعدلين %63,8 و %19,3 خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
فقدان مناصب شغل
انخفض حجم التشغيل ب 202.000 منصب، نتيجة فقدان 258.000 منصب بالوسط القروي وإحداث 56.000 منصب بالوسط الحضري. وحسب نوع الشغل، تم فقدان 185.000 منصب شغل غير مؤدى عنه خلال هذه الفترة، وذلك نتيجة فقدان 178.000 منصب بالوسط القروي و7.000 بالوسط الحضري. كما عرف الشغل المؤدى عنه أيضا تراجعا ب 16.000 منصب ، وذلك نتيجة فقدان 80.000 منصب بالمناطق القروية و إحداث 64.000 منصب بالمناطق الحضرية.
انخفاض الشغل بقطاع الفلاحة، الغابة والصيد، وقطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية مقابل ارتفاع في قطاعي الخدمات والبناء والأشغال العمومية
ما بين الفصل الأول من سنة 2020 ونفس الفصل من سنة 2021، فقد قطاع "الفلاحة، الغابة والصيد " 231.000 منصب شغل (%6,4-)، وذلك نتيجة فقدان 254.000 منصب بالوسط القروي وإحداث 23.000 منصب بالوسط الحضري.
كما فقد قطاع "الصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية " 48.000 منصب ( 25.000 بالوسط الحضري و23.000 بالوسط القروي ) وهو ما يمثل تراجع ب %3,6 من حجم التشغيل بهذا القطاع. وتجدر الإشارة أن نسبة الأنشطة التقليدية بقطاع الصناعة تقدر ب % 43,7 مقابل % 47,4 خلال الفصل الأول من سنة 2020.
في حين، عرف قطاع "الخدمات"، إحداث 42.000 منصب شغل على المستوى الوطني (24.000 بالوسط الحضري و18.000 بالوسط القروي ) مسجلا بذلك تراجعا ب %1 من حجم التشغيل بهذا القطاع .
كما أحدث قطاع "البناء والأشغال العمومية" 39.000 منصب شغل، وذلك نتيجة إحداث 38.000 منصب بالوسط الحضري و1.000 منصب بالوسط القروي، وهو ما يمثل زيادة ب % 3,4 من حجم التشغيل بهذا القطاع.
ارتفاع البطالة والشغل الناقص
ارتفع حجم العاطلين ب 242.000 شخص ما بين الفصل الأول من سنة 2020 ونفس الفصل من سنة 2021، منتقلا بذلك من 1.292.000 إلى 1.534.000 عاطل و هو ما يمثل ارتفاعا ب %19. وذلك نتيجة ارتفاع عدد العاطلين ب 185.000 بالوسط الحضري و ب 57.000 بالوسط القروي.
وهكذا، ارتفع معدل البطالة بنقطتين مابين الفصل الأول من سنة 2020 ونفس الفصل من سنة 2021، منتقلا من % 10,5 إلى %12,5. وقد سجل هذا المعدل ارتفاعا بكل من الوسط القروي والوسط الحضري منتقلا على التوالي من % 3,9 إلى %5,3 ومن %15,1 إلى %17,1. كما عرف ارتفاعا حاد في صفوف النساء (3,2 نقطة)، من %14,3 إلى %17,5، ولدى الشباب البالغين ما بين 15 و24 سنة (5,7 نقطة)، من %26,8 إلى %32,5.
كما عرف معدل البطالة لدى حاملي الشهادات، من جهته، ارتفاعا بنقطتين منتقلا من%17,8 إلى %19,8.
من جهة أخرى، انتقل حجم النشيطين المشتغلين في حالة شغل ناقص بشقيه، خلال هذه الفترة من 954.000 شخص إلى 988.000، من 531.000 إلى 552.000 بالمدن ومن 423.000 إلى 435.000 بالقرى. وهكذا انتقل معدل الشغل الناقص من
%8,8 إلى %9,2 على المستوى الوطني، من %8,7 إلى %8,9 بالوسط الحضري ومن % 8,9 إلى % 9,6 بالوسط القروي.
ويقارب معدل الشغل الناقص لدى الرجال (%10,2) ضعف نظيره لدى النساء (%5,6). ويصل هذا المعدل %9 بالوسط الحضري (مقابل %8,3 لدى النساء) بينما بالوسط القروي يفوق المعدل المسجل لدى الرجال (%12) بحوالي 5 مرات نظيره المسجل لدى النساء (%2,5).
وضعية سوق الشغل على المستوى الجهوي
تضم خمس جهات %72 من مجموع السكان النشيطين البالغين من العمر 15 سنة فما فوق. وتأتي جهة الدار البيضاء- سطات في المركز الأول بنسبة %22,5 من مجموع النشيطين متبوعة بكل من جهة مراكش-أسفي (%13,3) وجهة الرباط -سلا-القنيطرة (%13,3)، ثم فاس-مكناس (%11,4) وطنجة-تطوان-الحسيمة (%11,2).
تسجل أربع جهات معدلات نشاط تفوق المعدل الوطني (%45,5)، ويتعلق الأمر بجهة الدارالبيضاء-سطات (%48,6) وطنجة-تطوان-الحسيمة (%48,1) ومراكش-أسفي (%46,8) ودرعة -تافيلالت (%46,4). بالمقابل، سجلت أدنى المعدلات بكل من جهة فاس-مكناس (%42,5)، جهة سوس-ماسة (%42,3) و الجهة الشرقية (%41,6).
فيما يتعلق بالبطالة، فإن ثلاثة أرباع من العاطلين %73 يتمركزون بخمس جهات. تأتي جهة الدار البيضاء-سطات في المقدمة بـ %5,27 من مجموع العاطلين، متبوعة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة (%1,13( وجهة فاس-مكناس (%5,12 ( وطنجة-تطوان-الحسيمة (%7,10(، ثم الجهة الشرقية (%6,9(.
وسجلت أعلى مستويات البطالة بكل من جهات الجنوب (%6,19( والجهة الشرقية (%7,18(. وبحدة أقل، جهتان أخريان تفوق المعدل الوطني (%5,12(، ويتعلق الأمر بجهتي الدار البيضاء-سطات (%3,15( وفاس-مكناس (%6,13 (. بالمقابل، سجلت أدنى مستويات البطالة بجهات درعــــة – تافيلالــت، مراكش-أسفي، وبني مــلال-خنيفـرة حيث كانت على التوالي %8,7، %9,7 و%8,8.