أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود، أمس (الاثنين)، أن 65 صحافيا وإعلاميا سقطوا في سنة 2017. وإذا كانت السنة المشرفة على الانتهاء، الأقل دموية، فإن المغرب حضر بشكل سيء في تقرير 2017، بسبب اعتقال الصحافي حميد المهداوي، وعدد من "الصحافيين المواطنين" المتحدرين من الريف، على عكس السنة الماضية.
سجلت منظمة مراسلون بلا حدود العالمية، في تقريرها الصادر أمس (الإثنين)، أن هذا العام رغم أنه كان أقل دموية من السنة السابقة بالنسبة إلى الصحافيين، وأقل تضييقا على حريتهم، إلا أن بعض الدول، بينها المغرب، اتجهت عكس التيار وساهمت في ارتفاع عدد الصحافيين المضيق على حريتهم.
وقالت المنظمة في تقريرها إنه "في الوقت الذي يأخد العالم منحى التخفيف من حدة التضييق على الصحافيين في العالم، تحركت بعض البلدان عكس هذا الاتجاه، واحتجزت عددا من الصحفيين في سنة 2017"، من قبيل المغرب، "الذي وضع عددا من الصحافيين في السجن".
وأوضحت المنظمة، تحديدا، إلى حالة "حميد المهداوي (كصحفي محترف)، وأربعة مواطنين صحفيين وثلاثة من العاملين في وسائط الإعلام، الذين اعتقلوا في إطار تغطيتههم لموجة الاحتجاجات في منطقة ريف الشمال منذ عام 2016".
المنظمة شددت على أن هذه "القضية حساسة وتحرج الحكومة. إذ قبل عام من ذلك، لم يتم احتجاز أي صحفي في المغرب".
إقرأ أيضا: إدخال دبابات روسية إلى الريف... أسرار قضية المهداوي
من جهة أخرى، تسجل المنظمة أن بين القتلى الـ65 في العالم، هناك خمسون محترفا وسبعة "صحافيين مواطنين" (مدونين) وثمانية "متعاونين مع وسائل الإعلام"، في حين اعتقل 326 صحافيا في العالم خلال هذا العام.
وأشارت المنظمة غير الحكومية التي تتخذ باريس مقرا لها، إلى أن هذه الحصيلة تجعل من 2017 السنة الأقل دموية للصحافيين المحترفين منذ 14 عاما موضحة أن أحد أسباب ذلك هو عزوف الصحافيين عن العمل في المناطق الأكثر خطرا.
وكما في العام الماضي، تبقى سوريا الدولة الأكثر خطورة في العالم على الصحافيين مع مقتل 12 منهم فيها، تليها المكسيك بـ11 قتيلا. لكن ومع ذلك، فالمنظمة أشارت إلى أن عدد الصحافيين المحترفين الذين قتلوا في العالم هو الأدنى منذ 2003. وقالت في تقريرها إن من بين الـ65 صحافيا الذين قتلوا، تم اغتيال 39 فيما قضى الآخرون أثناء ممارسة مهامهم في حوادث دامية مثل ضربات جوية أو تفجيرات انتحارية.
وقالت المنظمة إن من الأسباب المحتملة لتراجع الحصيلة تلقي الصحافيين المزيد من التدريبات للحماية في ساحات الحروب. مضيفة أن "تراجع الحصيلة يعود أيضا لعدول الصحافيين عن التوجه إلى دول أصبحت بالغة الخطورة". كما أكدت المنظمة في تقريرها، أن "دولا مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا تشهد استنزافا في هذه المهنة". لكن هذا المنحى ليس فقط في الدول التي تشهد حروبا.
وأشارت مراسلون بلا حدود إلى أن "العديد من الصحافيين إما فروا أو تخلوا عن مهنة الصحافة في المكسيك، حيث تقوم كارتيلات إجرامية وسياسيون محليون بنشر الرعب". مضيفة أن المكسيك هي الأخطر على الصحافيين بين دول العالم التي لا تشهد نزاعات، مؤكدة أن "الذين يغطون أخبار الفساد السياسي أو الجريمة المنظمة غالبا ما يتم استهدافهم وتهديدهم وقتلهم بشكل منهجي".
أصبحت الفيليبين أخطر دولة على الصحافيين في آسيا، وقالت المنظمة أن خمسة صحافيين تعرضوا لإطلاق النار خلال العام، وقد توفي أربعة منهم متأثرين بجروحهم. كما لم يستهدف أي صحافي في الفيليبين عام 2016.
وتظهر أرقام المنظمة أن تركيا هي أكبر سجن للصحافيين المحترفين، إذ تؤكد ان 42 صحافيا وعاملا واحدا في مجال الإعلام هم خلف القضبان. وأضاف التقرير ان الصين، حيث يقبع 52 صحافيا في السجون، تتصدر قائمة الدول الخطيرة على الصحافيين اذا ما اعتبر المدونون من ضمنهم.
واتهمت مراسلون بلا حدود بكين بتشديد "ترسانة اجراءاتها لاضطهاد صحافيين ومدونين". واضافت "ان الحكومة ما عادت تحكم على معارضيها بالاعدام، بل تسمح عمدا بتدهور حالتهم الصحية في السجن حتى يموتوا" في اشارة الى الحائز جائزة نوبل ليو شياوبو والمدون المنشق يانغ تونغيان اللذين توفيا بسبب السرطان هذا العام بعد تشخيص حالتهما في السجن.
وتلي هاتين الدولتين من حيث عدد الصحافيين المسجونين كل من سوريا (24) وايران (23) وفيتنام (15).