تكنولوجيا "النانو" في الطب الجديد.. حمضي: اعتمادها يستهدف العضو مباشرة

خديجة قدوري

قام فريق بحثي مشترك من جامعتي "بيهانغ" وبكين ومؤسسات أخرى بتطوير "ضمادات لاصقة" ذكية للأعضاء من المرجح أن تجعل توصيل الدواء أكثر دقة وفعالية، من خلال دمج إلكترونيات مرنة وتكنولوجيات المعالجة النانوية الدقيقة لإنشاء لاصقة فائقة الرقة، بسمك ورقة مطبوعة عادية يمكن تثبيتها مباشرة على سطح العضو.

وجاء في الدراسة التي قام بها الفريق، أن هيكل اللاصقة الفريد يمكن من تزويدها بالطاقة لاسلكيا، حيث يمكنها ثقب أغشية الخلايا بأمان عند جهد منخفض يمكنها من توصيل جزيئات الدواء إلى الموقع المستهدف بسرعة ودقة من خلال قوة المجال الكهربائي العالي المتكون داخل المسام النانوي.

دواعي اعتماد الضمادات الإلكترونية

قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن استعمال هذه الضمادات الإلكترونية يتجه نحو علاج أمراض مزمنة أو أمراض خطيرة أو أمراض مناعية التي تتطلب تطور تكنولوجي مهم من أجل الحصول على نتائج أكثر جودة وبأضرار أقل.

وأبرز حمضي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" اليوم الثلاثاء، أن هذا البحث قد تم إجراؤه على سبيل التجريب فقط، أي مازال لم يتم استعماله بعد في الممارسة اليومية.

الطب الجديد والطب الشخصي

وبخصوص اعتماد "تكنولوجيا النانو" في الطب الجديد، فقد اعتبرها حمضي مستقبل الطب، وتندرج تحت مسمى الطب الشخصي، وهي علاجات تكون مستهدفة. مشيرا إلى أن الدواء العادي يمر في الدم بالكامل ويفرق على الأعضاء وجزء منه فقط يذهب إلى العضو الذي يكون مريضا.

وأوضح المتحدث، أنه في بعض الأحيان العضو الذي يكون مريضا لا يستقبل كمية الدواء اللازمة، ونضطر إلى تقديم كمية أكثر من اللازم من أجل أن يظهر فاعليته، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى ظهور آثار جانبية.

 تستخدم "النانو تكنولوجي" في الطب من أجل استهداف الأمراض بدقة عالية، بحيث تسمح بتحميل الدواء في جسيمات نانوية مما يزيد من فعالية الدواء كما يقلل من الآثار الجانبية.

تكنولوجيا "النانو" في الطب الشخصي

وفيما يتعلق بالهدف من الطب الجديد والطب الشخصي، أفاد حمضي بأنه يقوم بمعالجة المرض بالضبط ويستهدف العضو مباشرة. مشيرا إلى أن "تكنولوجيا النانو" لا تستعمل فقط في العلاج بل كذلك في التشخيص والتحاليل الطبية، والتدخلات الطبية في الدواء. وهناك أيضا "النانو روبو" التي تستعمل في أدوية السرطان وفي التشخيص بالأشعة، كما تفتح آفاق كبيرة جدا.

وتعتبر "النانو روبو" أو الروبوتات النانوية أجهزة صغيرة مصنعة أو بيولوجية بمقياس النانو تستطيع الدخول إلى خلايا الجسم وأداء وظيفة معينة داخله.

وخلص حمضي إلى أن "تكنولوجيا النانو" تعتمد في الأدوية من أجل أن يستهدف الدواء المكان المناسب بالجرعة المناسبة وفي الوقت المناسب، وإذا قمنا بإضافته في الذكاء الاصطناعي فإنه سيمكن من التوجه إلى الخلايا المريضة مباشرة وتقديم الجرعة المناسبة.