نددت ولاية الرباط سلا القنيطرة، في بلاغ لها، "بإقدام عدد من الأشخاص المحسوبين على إحدى الحركات غير القانونية، والتي تدعي الدفاع عن حقوق فئوية، ليلة أول أمس السبت، على تعييب منشآت عمومية مخصصة للزينة".
وأوضح بلاغ لولاية جهة الرباط - سلا – القنيطرة، أن "هؤلاء الأشخاص قاموا بتلويث مياه أربع نافورات على مستوى شارع محمد الخامس وساحة باب الأحد ووضع ملونات وصباغات حمراء بها".
وأضاف البلاغ، أن "السلطات المحلية إذ تؤكد، من جهة، التزامها الثابت بالمقتضيات القانونية الضامنة لممارسة الحريات بما في ذلك حرية التعبير، فإنها تعرب من جهة أخرى، عن تنديدها بهذه التصرفات التي تتنافى والممارسات التعبيرية المتعارف عليها". وأشار المصدر ذاته إلى أن "مصالح ولاية الجهة تدخلت بإصلاح وتنقية المنشآت التي تعرضت للتعييب، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وتم أيضا فتح بحث في الموضوع من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة".
وكشف مصدر أمني رفيع، اليوم الاثنين، أن التحقيق في "تلويث" أربع نافورات على مستوى شارع محمد الخامس وساحة باب الأحد، يوم أول يوم أمس الأحد، بوضع "ملونات حمراء بها"، انتهى، ووضع الملف على طاولة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الرباط، وأصابع الاتهام وجهت إلى حركة "مالي" (الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية). في المقابل، رفضت الناطقة باسم الحركة، ابتسام لشكر، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، وصف مبادرتهم بـ"الجريمة أو التخريب".
وأوضح المصدر الأمني، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، أن "تلويث النافروات خلق حالة من القلق والفزع في أوساط المارة والقاطنين بالقرب منها"، وأضاف أن عددا منهم "اعتقد أنها دماء حقيقية، وأن اللون الذي مزجت به مياه النافورات دم"، كما شدد على أنه ستكون هناك مساءلة قضائية بهذا الشأن.
وعن الدافع الذي قادهم للقيام بهذه الحركة، قالت الناطقة باسم حركة "مالي" لـ"تيل كيل عربي"، إنهم استلهموا الفكرة من مبادرات نظمت في عدد من الدول، آخرها "تلوين 15 نافورة في فرنسا بمناسبة اليوم العالمي للفتاة، شهر أكتوبر الماضي، ومبادرة أخرى قام بها نشطاء في إيطاليا ضد الرشوة". ورفضت المتحدثة ذاته، وصف مبادرتهم بـ"الجريمة أو التخريب"، كما شددت على أن بلاغ ولاية الأمن، "لم يكن صائباً حين قالت إننا ندافع عن حقوق فئوية، لأن المبادرة كانت للفت الانتباه إلى العنف ضد النساء بمناسبة مرور يومهن العالمي".
كما أوضحت لشكر في تصريحها للموقع، أنهم استعملوا خلال عملية تلوين مياه النافورات "ملونات غذائية لا تشكل أي ضرر صحي أو بيئي"، وتم التحضير لهذه المبادرة التي وصفتها بـ"الاحتجاج الفني، قبل أسابيع". واستبعدت لشكر "إمكانية متابعة أحد أعضاء الحركة قضائياً".