اقتحم المئات من المستوطنين صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى بالقدس، بقيادة النائب بالكنيست المتطرف يهودا جيالك، وأدوا صلوات وشعائر تلمودية أمام أبواب المسجد، خاصة باب القطانين، وسط أعمال استفزازية فى محيط البلدة القديمة تزامنا مع "يوم الحداد اليهودي" الذي يأتي بمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل"، الذي بدأ ليل أمس السبت.
وأفاد المنسق الإعلامي لدائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، بأن 1023 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة الصباحية من اليوم الأحد وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، وقيود على عمل حراس المسجد.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الاقتحامات جرت من جهة باب المغاربة، وبمجموعات واسعة، ونفذت جولات استفزازية ومشبوهة في المسجد، في الوقت الذي فرض فيه الاحتلال حصاره العسكري على المسجد والبلدة القديمة، وفرض قيودا مشددة على دخول المصلين واحتجز بطاقاتهم الشخصية على البوابات الرئيسية، في حين أدت مجموعات من المستوطنين صلوات تلمودية في منطقة باب الرحمة داخل المسجد.
وجاءت هذه الاقتحامات استجابة لدعوة جماعات "الهيكل المزعوم" لأنصارها ولجمهور المستوطنين للمشاركة الواسعة باقتحامات اليوم وحتى نهاية الأسبوع الجاري تزامنا مع ما أسمته ذكرى خراب "الهيكل المزعوم".
وفي الوقت نفسه، مارست عصابات المستوطنين عربداتها، وأدت طقوسها وشعائرها وصلواتها التلمودية بلباسها التقليدي على أبواب المسجد الأقصى.
وكان الاحتلال منع مدير التعليم الشرعي ناجح بكيرات، من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع الاقتحامات، كما اعتقل طفلا قاصرا من داخل المسجد لرفعه العلم الفلسطيني في باحاته.
وذكرت "وفا" أن الاحتلال أغلق الليلة الماضية شوارع وطرقا رئيسية وفرعية في المدينة، ونصبت حواجز حديدية والمئات من عناصر وحداتها المختلفة، لتأمين مسيرات المستوطنين الاستفزازية وعربداتهم في البلدة القديمة باتجاه حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى).
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مجموعات كبيرة من المستوطنين ملأت باحة حائط البراق طوال ساعات الليلة الماضية، وخرجت بمسيرات متعددة واستهدفت معظمها سوق القطانين التاريخي في شارع الواد والمؤدي في نهايته إلى المسجد الأقصى، وشرعت بأداء صلوات وطقوس وشعائر تلمودية أمام باب الأقصى من هذه الجهة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
من جهة ثانية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد، إن إسرائيل ستعيد فتح المعبر التجاري الرئيسي في قطاع غزة وستوسع رقعة الصيد المخصصة للفلسطينيين قبالة ساحل القطاع المحاصر يوم الثلاثاء إذا صمد الهدوء عبر الحدود.
وكانت إسرائيل قد أغلقت معبر كرم أبو سالم وقلصت المساحة المخصصة للصيد من 17 كيلومترا إلى 11 كيلومترا في التاسع من يوليوز ردا على إطلاق الفلسطينيين طائرات ورقية وبالونات هيليوم حارقة عبر الحدود في إطار احتجاجات على الحدود مستمرة منذ أسابيع.
وتحول التوتر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى اشتباكات الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وأربعة فلسطينيين. لكن العنف هدأ أمس السبت بعد أن توسطت مصر والولايات المتحدة في هدنة.
وقال ليبرمان للصحفيين اليوم الأحد "شهدنا أمس ما قد يكون أهدأ يوم منذ 30 مارس".
وقتل 140 فلسطينيا على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي في احتجاجات أسبوعية في غزة منذ ذلك الحين. ووصف الجيش الإسرائيلي تصديه للمحتجين بأنه حماية للحدود.