جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير وضعت على عاتقها المساهمة في إعداد النخب المستقبلية للمملكة وإفريقيا، ومن أجل ذلك تحدث صندوق استثمار، سيعلن عنه قريبا، بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط وفرعه الموجه نشاطه للقارة الإفريقية، لمواكبة مقاولات ناشئة مبتكرة.
ترنو جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير إلى مضاعفة عدد الطلبة الملتحقين بها بعشر مرات في الستة أعوام المقبلة، وتوسيع قدرتها الاستيعابية، مع توفير وسائل البحث والتكوين للطلبة المغاربة والأفارقة، الذين يجرى إعدادهم كي يصبحوا نخب المستقبل.
قافلة للمقاولات الناشئة
تعتزم الجامعة إطلاق قافلة في مارس المقبل، من أجل اختيار مقاولات ناشئة مبتكرة STARTUP، يمكنها أن تستفيد من المواكبة وتسريع نموها، عبر التواجد في حاضنة المقاولات الناشئة Incubateur، التي توجد في قلب المؤسسة الواقعة ببنكرير.
تشكل تلك الحاضنة فضاء للطلبة في الجامعة، كي يحاولوا ترجمة الأفكار التي تشبعوا بها، كي يسعوا إلى التأقلم مع روح المقاولة التي تعتبر هاجسا أساسيا في سياسة الجامعة.
وتنوي الجامعة، عبر القافلة، اختيار 20 مقاولة صغيرة من المغرب وإثيوبيا وساحل العاج و نيجيريا، حيث يمكنها الاستفادة من عملية المواكبة التي توفرها حاضنة المقاولات بالمؤسسة التعليمية.
وستواكب الجامعة، بشكل خاصة، الشركات التي يوافق نشاطها انتظارات الجامعة وعالم الصناعة، خاصة في مجالات التعدين والتكنولوجيا الفلاحية والتكنولوجيا الدقيقة "النانو".
وفي سبيل توفير الوسائل المالية لتلك الشركات من أجل الاستفادة من عملية تسريع نشاطها والانتقال إلى مرحلة جديدة في حياتها، يرتقب أن تحدث الجامعة صندوق استثمار، سيعلن عنه قريبا بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط وفرع العملاق المغربي الموجه نشاطه للقارة الإفريقية.
وقد أفاد خالد بادو، مسؤول التواصل بجامعة محد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن الصندوق سيساهم في تلك المقاولات الصغيرة في حدود 25 ألف دولار لكل مقاولة منتقاة عبر القافلة.
6000 طالب في 2025
تستقبل الجامعة إلي حدود اليوم 650 طالبا، منهم مغاربة وطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء يمثلون حوالي 20 جنسية، مادامت وضعت على عاتقها المساهمة في إعداد النخب المستقبلية للمملكة والقارة السمراء.
غير أن خالد بادو، يؤكد على أن الجامعة تراهن على بلوغ ستة آلاف طالب في أفق 2025. هذا ما يبرر التوجه نحو توسيع مساحة الجامعة، كي تحتضن مرافق جديدة، تستوعب الأعداد الجديدة المتوقعة من الطلبة.
عند سؤال خالد بادو حول مدى قدرة الجامعة على إقناع الطلبة المتخرجين على وضع خبراتهم رهن إشارة المغرب، في ظل ما يعرف من هجرة الأطر العليا من مهندسين وأطباء، يجيب بأن الجامعة تلقن الطلبة التشبع بنمط حياة معين.
ويوضح بأن نمط الحياة الذي يركز عليه نظام التعليم في المؤسسة، يقوم على بث تسهيل عملية اندماجهم في بلدانهم، خاصة المغرب والبلدان الإفريقية، كما تقترح على من يلمسون في أنفسهم قدرة على مواصلة البحث الانخراط في البنيات التي توفرها الجامعة لذلك الغرض، بما يساعدهم على إتاحة ما ينتجونه من أبحاث للمؤسسات الإنتاجية.
نخب المستقبل للمغرب وإفريقيا
وتبنت الجامعة التي دشنت في يناير2017، نظاما للتعليم يقوم على البحث والتكوين على روح المقاولة، حيث تسعى إلى توفير نخب للمغرب والبلدان الإفريقية الأخرى، عبر تكوينها وتدريبها على البحث، خاصة في القضايا ذات الصلة بالأمن الغذائي والسياسات العمومية والتنمية المستدامة.
كانت الجامعة في الأصل مدرسة للمعادن، التي استلهمت نموذج مدرسة المعادن بباريس. ذلك مجال بحث أصيل في الجامعة، غير أنها تنفتح على مجالات أخرى، حيث تهتم بالأمن الغذائي في المغرب وإفريقيا والقضايا الاقتصادية.
هذا ما يبرر توفرها على مختبر للتربة والماء والنباتات، الذي يهتم بالعناصر التي تحافظ على تماسك البيئة الزراعية، كما تحتضن مختبرا ينشغل فيه الطلبة بتجريب الدروس النظرية التي يتلقونها في الجامعة، فينكبون مثلا على تطوير أشكال مختلفة من الروبوتات.
وتوجد الجامعة التي يقوم التعليم فيها على التعليم بالممارسة، في قلب المدينة الخضراء بببكرير، وتعوّل على توفير موارد مالية ذاتية للمؤسسة التعليمية، التي تزاوج بين التعليم التقني والعلمي البحث وبين العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتعول الجامعة على إيرادات من منتوجات البحث، وواجبات التمدرس، وتثمين ممتلكتها العقارية..إيرادات تعززها بالانتقائية في اختيار المرشحين لولوجها، ما يتيح لها توفير منح خاصة.
وتسعى إلى أن تتحول إلى فضاء للمؤتمرات، حيث تتوفر على قاعة تتسع لـ950 فرد، مع التوجه نحو التوفر على قاعة أوسع في سياق عملية التوسيع التي ستنخرط فيها، علما أنها احتضنت أمس مؤتمرا حول التعمير وقبل ذلك استضافت مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي، ومؤتمرا آخر حول الفوسفاط.
الجامعة تزاوج بين اللغة الفرنسية والإنجليزية في التعليم الذي توفره، حيث ترتبط لغة التدريس المختارة برغبة الأساتذة الجامعيين، غير أنها ترنو إلى أن تصبح جامعة تكون فيها الإنجليزية هي اللغة المعتمدة.