قال الكاتب والحقوقي، أحمد عصيد، إن "ما يقع في منع الكتب، سببه جهات معينة تتعلق بالخصوص بالمجالس العلمية أو بالمجلس العلمي الأعلى، وأعطي معطيات دقيقة، مثلا كتاب الحرية والعنف في الإسلام، مُنع بتدخل من المجلس العلمي للقنيطرة الذي اتصل بالداخلية، بذلك منع توقيع الكتاب".
وأضاف عصيد في ندوة ضمن فعاليات مهرجان ثويزا، الأحد الماضي، جوابا على سؤال حول منع فاطمة الزهراء أمزكار وروايتها مذكرات مثلية، أن "رشيد ايلال ألف صحيح البخاري نهاية أسطورة، منع بتقرير من المجلس العلمي إلى الداخلية، وهذه الأخيرة صدرت قرار المنع، وصودرت 700 نسخة".
وأوضح المتحدث ذاته، أن "صاحب الكتاب منع من قاعات مثل هذه، لدرجة من يريدون استدعائه، لا يضعونه في البرنامج، حتى لا يمنع، لذلك يتم اللجوء إلى عدم الإعلان عنه، ويصعد للمنصة بشكل مفاجئ تجنبا للمنع".
وشدّد على أن "فاطمة الزهراء أمزكار، صدّر في حقها منع، لأنه كان إعلان، إضافة لتحركات من جهات معينة، والداخلية أوعزت لوزارة الثقافة بسحب الكتاب من المعرض الدولي للكتاب".
ولفت إلى أن "مهزلة وقعت في إحدى نسخ المعرض الدولي بالدار البيضاء، عندما تسلل أشخاص إلى المعرض في العاشرة ليلا، وصادروا كتب، حينها كتبت مقال مصادرة كتاب فضيحة دولة".
ونبه إلى أنه "لا يجوز للمغرب بتاريخه مصادرة كتب ليس فيها ما يمكن منعه، كل شيء يناقش، ومن لا تعجبهم ظواهر معينة، من حقهم التعبير عن آرائهم، وانتقاد الكتاب، ولكن ليس من حقهم المطالبة بمحاصرة الكاتب أو مصادرة الكتاب".
وتابع: "أذكر بالتقليد السيء الذي يقع في أي معرض كتاب بالقاهرة، يخرج وفد من الأزهر بعمائمهم، ويقومون بزيارة للأروقة ويجمعون الكتب التي لا تعجبهم، يعني دولة داخل دولة".
وأورد أن "هذه مناسبة للقول للجمعية المضيفة لهذا النشاط، نتضامن مع الكاتبة وحقها في أن تكتب وتعبر عن معاناتها وقصتها، وحياتها، وكل المغاربة من حقهم أن يحكوا حكايتهم".
وأشار إلى أن "محمد شكري لما كتب الخبز الحافي إنما كتب بصدق طفولته وشبابه، ومعاناته، ووصل إلى العالمية، ولا يجب السكوت على المنع لأنها تسيء لبلدنا، والعقلية السلطوية يجب أن تتغير".
في هذا السياق، أوضح الروائي والكاتب أمين الزاوي في نفس الندوة، أنا "متضامن مع كل صوت يُمنع هنا أو هناك، في كل المنصات مهما كانت، إذا منعت اليوم سيمنع آخرون غذا".
واعتبر بأنه "يجب علينا الدفاع عن المختلفين حتى إذا لم تكن تعجبنا روايتهم، وتحدثنا البارحة مع الصديقة وروايتها، وقلت لها لم تعجبني، لكن هذا ليس طريق لمنعها، لا تعجبك روايتها لا تقرأها أو اكتب عنها، ومحمد شكري عاش الشيطنة، وكثير من التهميش، في نهاية الأمر أصبح أحد أكبر الكتاب في العالم".
في حين أوضح الكاتب محمد جبرون قبل تدخل أحمد عصيد وأمين الزاوي، أنه "من باب الإنصاف، في المغرب ليس فيه منع للكتب، هذا الكتاب حصل على رقم الإيداع القانوني، أما المعرض فتلك قصة اخرى".
حينها طرحت صاحبة السؤال أن المنع كان في مهرجان ثويزا بشكل مقتضب، خاطبها قائلا: "ما عنديش التفاصيل شنو لي وقع، في المغرب أي كتاب ترسله دار النشر لمصلحة الإيداع القانوني يحصل على الرقم، وممكن وقوع مشاكل أثناء التوزيع، والمغرب لا يمنع الكتب، وقد يقع مشكل في التوزيع".