خلف قرار فتح جامعة ألمانية في المغرب ردود فعل مختلفة في تونس، على اعتبار وجود مشروع سابق منذ 2013، لم يرى النور بعد، كما أن تدوينة لوزير التعليم العالي في الباد قبل أيام، حول نقل الجامعة من تونس إلى المغرب، أعاد النقاش من جديد في البلاد، وأجبر وزارة التعليم التونسية على الخروج من صمتها.
وأكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية اليوم الجمعة أن مشروع إنشاء الجامعة التونسية الألمانية بتونس لا يزال قائما ولم يتم التراجع عنه مثل ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنه لم يعبر أي من الجانب الألماني أو الجانب التونسي عن رغبتهما في التراجع عنه.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنه لا وجود لبلاغ رسمي ألماني حول إلغاء هذا المشروع أو أي نية من الجانب الألماني لتحويل وجهته إلى دولة شقيقة أخرى.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق سليم خلبوس كان قد بين في تدوينة نشرها مؤخرا على صفحته الرسمية في الفايس بوك أن الجامعة الألمانية التي تم افتتاحها في المغرب مؤخرا كان من المبرمج تأسيسها في تونس.
وأوضح أن المشروع الألماني يعود لعام 2013 وقد عمل خلال توليه الوزارة على إحيائه، مشيرا إلى أن لجنة تونسية ألمانية اشتغلت على المشروع وأن تونس ركزت على التكوين في المجال الهندسي بما يمكن من تقليص هجرة الطلبة التونسيين إلى الخارج. وبين أن الحكومة وقتها خصصت أرضا في ولاية بن عروس تمسح 35 هكتارا لبناء الجامعة الألمانية مشيرا الى أن هذه الأرض لازالت لليوم مخصصة لفائدة وزارة التعليم العالي.
وقال إنه عاين لاحقا "مسافة" من الألمان في تنفيذ المشروع، مما دفعه لاستدعاء السفير الألماني بتونس أندرياس رينكي الذي أخبره صراحة أن "القوانين التونسية مقيدة ومعقدة بالنسبة لألمانيا".
ولفت خلبوس في هذا الصدد الى أنه ساهم عام 2019 في إعداد مشروع قانون مقدم من وزارة الاستثمار والتعاون الدولي لتيسير شروط إنشاء الجامعات الأجنبية في تونس حظي بمصادقة المجلس الوزاري الذي خصص في الغرض غير أن مجلس نواب الشعب سحب الفصل المعني بتيسير الشروط "تحت ضغط لوبي سياسي وشعبوي وبعض النقابات المؤدلجة وذلك بتعلة السيادة الوطنية" ما دفع ألمانيا لإنشاء الجامعة في المغرب بدل تونس حسب تقديره.
وكانت جامعة العلوم التطبيقية "لاندسهوت" بشراكة مع مؤسسة آدام رايز، أعلنت قبل أسابيع فتح جامعة ألمانية في المغرب تحت اسم "الجامعة الألمانية في المغرب".
وقالت المؤسسة في بلاغ لها إن الجامعة الألمانية في المغرب ستعتمد بالتزامن الكامل البرنامج التعليمي في ألمانيا، وأن ، الامتحانات ستجرى في المغرب تحت إشراف لجنة موفدة من الجامعة البافارية في نفس الوقت مع ألمانيا، على أن يكون التصحيح في مقر الجامعة البافارية.
وكشفت الجامعة أن البرنامج الدراسي مكون من 7 فصول دراسية (3 سنوات ونصف) ويتوج بالحصول على بكالوريوس العلوم (B.Sc.) ، الصادر عن جامعة العلوم التطبيقية في لاندسهوت، وأنه ابتداء من الفصل الدراسي الخامس، يمكن للطلاب، إذا رغبوا في ذلك، إكمال دراستهم في ألمانيا.
أما فيما يهم الولود إلى الجامعة، إذ سيخضع المرشحون إلى لنفس الشروط المفروضة على المرشحين الأجانب في ألمانيا، أي إتقان اللغة الألمانية والحصول على معادلة البكالوريا الألمانية "Studienkolleg أو مصادقة من جامعة لاندسهوت للعلوم التطبيقية على شهاداتهم الجامعية. كما يتعين على المرشح اجتياز امتحان القبول.