تكرر السيناريو الذي أعقب وفاة شقيقين قبل 41 يوماً، داخل بئر لاستخراج الفحم، بمدينة جرادة، حيث بات عدد من أبناء المدينة ليلة الخميس/الجمعة أمام مستودع الأموات، لمنع دفن شاب توفي صباح يوم أمس تحت أنقاض "سندريا" للفحم، وسط انزال أمني تلاه تدخل قرابة الساعة السادسة صباحاً، حسب مصادر نقابية تحدثت لـ"تيل كيل عربي". هذه الأخيرة توقعت أن يشيع جثمان الشاب الراحل عصر اليوم.
اقرأ أيضاً: جرادة.. قتيل وجريح حالته خطيرة في انهيار جديد لبئر فحم - فيديو
وأضافت مصادر الموقع، أن العشرات من شباب المنطقة، رابطوا الليل كله أمام مستودع الأموات بالمدينة، ورددوا الشعارات التي أنتجها حراكهم، رافضين أي خطوة لدفن الشاب الراحل، كما كان سيقع عقب حادث وفاة الشقيقين شهر دجنبر الماضي. معتصم الشباب، تضيف المصادر ذاتها، تم فضه في الساعات الأولى من صباح اليوم، ليتم اعتقال اثنين منهم، أطلق سراحهم بعد ذلك.
وكشفت مصادر "تيل كيل عربي"، أن السلطات المحلية تواصلت مع عائلة الراحل، وقدمت وعوداً بتشغيل أقارب له، مقابل التسريع بعملية الدفن وقبول إجراء التشريح الطبي، لكن أسرته رفضت، بمبرر أن الوعود التي قدمت لعائلة الشقيقين حسين وجدوان دعيوي لم يتم الوفاء بها.
وتابعت مصادر الموقع، أن نشطاء الاحتجاجات في جرادة، يرفضون الاتهامات الأخيرة بـ"عرقلة إنقاذ الشاب الذي توفي يوم أمس"، وأضافت أن "الذين يعملون في آبار الفحم هم الذين يتدخلون دائماً لإنقاذ وانتشال وإسعاف زملائهم عندما تقع حوادث مشابهة".
وينتظر أن تشهد المدينة مساء اليوم مسيرة احتجاجية، عقب دفن جثمان الشاب الراحل، إذ توقعت مصادر "تيل كيل عربي" أن تشيع جنازته عصراً.
اقرأ أيضاً: سلطات جرادة تتوعد أشخاصا عرقلوا عملية إسعاف ضحايا انهيار منجم في المدينة
للإشارة، قالت السلطات المحلية بجرادة إنه قد تم فتح تحقيق، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد ظروف وملابسات حادث جرادة يوم أمس، الذي عرف مصرع شخص (من مواليد سنة 1986) إثر انهيار نفق تحت أرضي عشوائي لاستخراج الفحم بناحية حي حاسي بلال بجرادة، مشيرة إلى ترتيب الإجراءات القانونية المناسبة في حق كل من ثبت تورطه في عرقلة تدخل السلطات العمومية ومقاومتها والحيلولة دون تقديم المساعدة لشخص في خطر.