في أول حديث علني له عن الجريمة الإرهابية التي ذهبت ضحيتها سائحتان أجنبيتان، بجماعة إمليل إقليم الحوز، قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت "إن الجريمة النكراء التي شهدتها منطقة الحوز، أكدت صوابية قناعتنا جميعا أن المغرب في مواجهة دائمة مع التهديدات الإرهابية".
وأضاف، خلال جوابه على أسئلة الفرق النيابية في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب اليوم الإثنين، "إن ما كان يقلقنا قد وقع بالفعل، وبوسائل بسيطة متاحة للجميع، وقد أكدت الجريمة أن الإرهاب لا وطن له قد يضرب في أي لحظة وحين، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال الحديث عن انعدام درجة المخاطر"، مؤكدا "إدانة جميع شرائح الشعب المغربي لهذا الحادث الأليم، واستنكارها لهذا العمل الهمجي الوحشي، لأنه عمل مرفوض، ولا ينسجم وتقاليد المغاربة، ولا تقاليد المنطقة التي وقع فيها". وتابع " نتقاسم معكم ما يخالجنا جميعا من حزن، معبرين عن تضامننا مع أسرتي الضحيتين، وعن أحر التعازي، وصادق مشاعر المواساة على هذا المصاب، الذي لا يمس عائلة وأقارب الضحيتين فحسب، بل يمس المغرب والمغاربة جميعا".
وزاد لفتيت قائلا: "إن الجريمة تؤكد أن هناك خطر دائم ومستمر، مادام هناك خطاب متطرف يلقى صدى له ويتقاطع مع ما يتبناه بعض المتطرفين المحليين، ومادامت هناك جماعات إرهابية تعمل بشتى الوسائل من أجل المس بأمننا الداخلي"، مشددا على أنه "مهما بلغت درجة فعالية المقاربة المعتمدة من طرف الدولة لمحاربة الإرهاب، فإنها تظل دائما معرضة للتشويش الناتج عن إصرار البعض في تبني مقاربة انتهازية يجسدها سلوك بعض التيارات داخل الوطن وخارجه والتي تحرص على تبني خطابات عدمية تزرع الإحباط وثقافة التيئيس لغايات مشبوهة".
واعتبر لفتيت أن " أول خطوة لمواجهة الإرهاب، هي وقاية مجتمعنا من مخاطر استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة، بعيدة عن قيمه السمحة. التي هي إحدى الروافد الأساسية للمثل الإنسانية" وأضاف المسؤول الحكومي "نجدد التأكيد على ضرورة التحلي بخطاب واضح من طرف الأفراد والجماعات على حد سواء، والالتزام بالثبات في المواقف بعيدا عن الاتجار في القيم الأخلاقية، فلا وجود لمنزلة وسطى في حب الوطن، فحب الوطن لا يمكن اعتباره تنميقا بلاغيا يردد في المناسبات، بل هو تجديد دائم للانتماء إلى بلد بحاضره وماضيه ومستقبله، ومكتسباته"، بحسبه.
وتابع "إن الخطاب المعتمد من طرف بعض الجهات والتباسه حسب الظروف والمواقف والسعي الدائم لتبخيس مجهودات الدولة يؤدي حتما إلى فقدان الثقة فيما يجمعنا كأمة وفي نموذجنا المغربي المتشبع بالوسطية والاعتدال، مما قد يدفع البعض للبحث عن ولاءات بديلة تقوم على التطرف والتعصب والعنف، والالتحاق بمحور الشر والكراهية".
وكشف لفتيت أن الجريمة تمت بأدوات بسيطة تؤكد أن الجناة ليس لهم تنظيم، بل أفراد متشبعون بالخطاب المتطرف، مشيرا إلى أنه تم توقيف 17 منهم، مما يعني القضاء النهائي على هذا المشروع التخريبي. وشدد لفتيت على أن هذا العمل الاجرامي لا يمكن ربطه بالظروف الاجتماعية لبعض الشباب، فهو مرفوض وغير مقبول نهائيا، مسجلا أن وسائط التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في تشبع هؤلاء بخطابات التطرف والإرهاب. ودعا وزير الداخلية إلى تبني خطاب يزرع روح الأمل والثقة في الشباب، مؤكدا على أن الحادث الإرهابي يظل معزولا ولا يمثل التقاليد المغربية المبنية على الانفتاح والتسامح.