لم يبد جزائريون في فرنسا أي استغراب غداة حملة قمع للمعارضة في الجزائر عشية الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل، فقد اعتبر بعضهم أن النظام "قادر على فعل أي شيء" لضمان بقائه، وأبدى آخرون خشية من تدهور الوضع.
في مرسيليا (جنوب) حيث تعيش جالية كبيرة من أصل جزائري، يقول التاجر كريم "هذا لا يفاجئني، فكل شيء ممكن معهم".
أوقف وجهان معارضان مساء الخميس، هما الناشط كريم طابو والصحافي إحسان القاضي، كما يرجح أن التوقيف طال أيضا الصحافي المستقل خالد درارني الذي انقطعت أخباره منذ الخميس.
وتأتي حملة القمع عشية انتخابات تشريعية مثيرة للجدل السبت. ويحاول نظام الرئيس عبد المجيد تبون منذ شهور خنق الحراك الاحتجاجي، إذ هناك حاليا أكثر من 220 شخصا وراء القضبان.
يقول الناشط السياسي سمير يحياوي "أوقفوا عشية الانتخابات صحافيين وناشطا سياسيا. لم يعودوا حتى يخفون الأمر. إنها نقطة اللاعودة، لم يعد هناك أي حدود لهذا النظام". ويضيف الناشط أنه "يخشى الأسوأ".
أمام القنصلية الجزائرية في باريس حيث فتح باب الاقتراع منذ الخميس، رفع معارضون لافتات كتب على بعضها "تسقط الديكتاتورية". ولم يلاحظ وصول أي ناخب صباح الجمعة، في اقتراع تشكل نسبة المشاركة فيه الرهان الأساسي للنظام.
ويقول الناشط الطاهر سيسرير "النظام الجزائري مثل الفيروس، يفضل الانتشار في بيئات غير صحية ليحافظ على نفسه. سيستمر في الانتهاك وقمع النشطاء". ويضيف "لكننا لن نستسلم"، بينما يرى سعيد الستيني أن "الثورة تسير على الطريق الصحيح، لأن الشباب هذه المرة هم من يقودون الحراك وليس كبار السن مثلي".
في مرسيليا، لا يعلق رضا المتحدر من مدينة عنابة (شمال شرق الجزائر) املا كبيرا على الحراك "المفتقر للتنظيم"، ويخشى أن يتم "استقطاب قادته من الممسكين بالسلطة".
أما الشاب رحيم البالغ 24 عاما فيرى أن "المستقبل في الجزائر هو السجن".