هدمت السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء، صبيحة اليوم الجمعة، المنازل العشوائية المحيطة بـ"ضريح سيدي عبد الرحمن"، المتواجد بشاطئ عين الذئاب بالبيضاء، وذلك في إطار الحملات ضد البناء العشوائي، بأوامر صارمة من والي جهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية.
وحسب فيديوهات رصدت عملية الهدم، استعملت السلطات جرافات لهدم البيوت العشوائية المحيطة بضريح "مول المجمر"، والتي يسكنها أصحابها منذ سنوات طويلة؛ حيث باتت مرتعا لممارسة طقوس السحر والشعوذة، لكن دون المساس بهذا الأخير، نظرا لقيمته التاريخية، حيث يوجد قبر "سيدي عبد الرحمن" في إحدى غرف البناية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تم إشعار الساكنة من طرف السلطات بضرورة الإفراغ، قبل 10 أيام، لاسيما وأنهم لا يتوفرون على رخصة البناء.
من هو "مول المجمر والناي"؟
"يعود أصل سيدي عبد الرحمن إلى بغداد"، حسب كتاب "الأولياء في المغرب"، لصاحبه الباحث محمد جنبوبي؛ حيث "عاش في القرن السادس الهجري، وهو من معاصري شيوخ التصوف الأوائل في المغرب؛ كمولاي عبد الله أمغار".
ويروى أن "مول المجمر" عرف بـ"كثرة تنقله حافي القدمين، وضفيرة تتدلى خلف ظهره، بين عدة أماكن من الساحل الممتد بين عين السبع وعين الذئاب، حينما كانت تلك المنطقة كلها عبارة عن غابة متصلة"، حسبما ورد في كتاب "شعائر وأسرار أضرحة الدار البيضاء"، للدكتور مصطفى أخميس.
أما جمعية "ذاكرة البيضاء"، فأفادت بأن "سيدي عبد الرحمن" الذي "اشتهر بعزف الناي، اكتشف، بالصدفة، جزيرة صغيرة عند مقدمة البحر بالقرب من الشاطئ الحالي؛ حيث لجأ إلى إحدى مغاراتها، متخذا منها مقاما يتعبد فيه ويصلي ويذكر الله"، قبل أن يصبح مزارا يأتيه الناس من كل حدب وصوب، تبركا بـ"الولي الصالح"، راغبين في الصحة، والرزق، والحب، والزواج، والأطفال.