دقت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب ناقوس الخطر، بخصوص الوضعية الصعبة والخطيرة التي تعيشها النساء المنتميات للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط بالمساكن العشوائية ودور الصفيح وكذا بالشقق المصنفة ضمن خانة السكن الاجتماعي السكن الاقتصادي التي تتحمل كثافة أكبر مما تسمح به مساحتها وحيث تغيب أدنى شروط السلامة الصحية والتجهيزات الأساسية للعيش اللائق، خاصة في ظروف الحجر الصحي التي طبقه المغرب منذ مارس الماضي.
وأكدت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب على أن حالة الطوارئ والحجر الصحي، وإن كانت ضرورة حتمية، إلا أنها أفرزت مجموعة من الفوارق الطبقية والترابية خاصة فيما يتعلق بظروف السكن، حيث أصبح لزاما على المواطنات المكوث بمنازلهم ومنازلهن وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، دون مراعاة لنوع هذا السكن ولكثافته ومدى توفره على التجهيزات الأساسية للعيش اللائق وعلى الشروط الضرورية لضمان الحد الأدنى من الراحة، مما يجعل نساء وفتيات الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود التي تقطن المساكن الاجتماعية والأحياء العشوائية يعشن وضعية الحجر الصحي وحالة الطوارئ في ظروف تفتقر لأدنى شروط الكرامة والإحساس بالأمان.
وأضاف بلاغ للجمعية، توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، أن المنازل بالأحياء العشوائية ودور الصفيح التي تضم أغلب الأسر الفقيرة و الهشة والأسر التي ترأسها نساء، تفتقد لأدنى شروط الحياة الصحية والكريمة، حيث غياب التهوية والإنارة الجيدة وشبكة الصرف الصحي وعدم ربط المساكن بشبكة الماء والكهرباء، مما يجعل حالة الطوارئ والحجر الصحي تجربة صعبة ومريرة يخوضها المواطنون والمواطنات وتتجرع النساء منهم أسوء ما فيها، مما يجعلهن معرضات للهشاشة المزدوجة، هشاشة حالة أسرهن الاجتماعية والاقتصادية وهشاشة وضعيتهن كنساء.
وشددت الجمعية على أن إن النساء والفتيات، باعتبارهن المسؤولات عن جلب المياه، هن الأكثر عرضة للإصابة بالوباء و بالأمراض النفسية الناتجة عن خطر الإصابة بالفيروس، ومن جهة أخرى، كون النساء والفتيات تتحملن عبء الواجبات المنزلية والطبخ أمام نيران مكشوفة أو مواقد تقليدية، وفي غياب شروط التهوية الكافية بالمساكن العشوائية ودور الصفيح وأحيانا بالمساكن الاجتماعية أيضا، فإنهن الأكثر عرضة للإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن، الذي يسببه استنشاق الدخان المنبعث داخل المباني والذي يودي سنويا بحياة نصف مليون امرأة من أصل مجموع النساء اللواتي يتوفين بهذا المرض في جميع أنحاء العالم، بمعدل يساوي 88 % مقابل 12 % من الرجال الذين يتوفون بنفس السبب، حسب منظمة الصحة العالمية.
وطالبت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، السلطات المختصة، على المدى القريب، بمراعاة ظروف النساء والفتيات بهذه المساكن، وبتسهيل ولوجهن لمصادر الماء والطاقة، وتسهيل عملهن الإنجابي وبحمايتهن من كل إهانة أو عنف أو شطط.
أما على المدى المتوسط، بالعمل على مراجعة برنامج السكن الاجتماعي والسكن الاقتصادي، وتحسين شروطه ومواصفاته، والحد من ظاهرة الأحياء العشوائية ودور الصفيح، عن طريق توفير السكن اللائق للمواطنين والمواطنات ضمانا للحد الأدنى من ظروف العيش السليم لهم ولهن وصونا لكرامتهم وكرامتهن الإنسانية.