حملت جنوب إفريقيا "السياسة" مسؤولية خسارتها السباق لاستضافة بطولة الأمم الإفريقية 2019 في كرة القدم لصالح مصر، غامزة من قناة الاتحاد القاري لاسيما لجهة التقديم في موعد التصويت من الأربعاء إلى الثلاثاء.
وتلقت جنوب إفريقيا خسارة قاسية في التصويت، اذ نالت مصر 16 صوتا من 17 عضوا في اللجنة أدلوا بأصواتهم، بينما امتنع العضو الثامن عشر الحاضر في الاجتماع عن التصويت. ونالت مصر استضافة البطولة المقررة بين 15 يونيو و13 يوليو، بدلا من الكاميرون التي قرر الاتحاد القاري في نونبر سحب التنظيم منها على خلفية التأخر في إنجاز أعمال البنى التحتية والملاعب ومخاوف أمنية.
وقبل إعلان نتيجة التصويت، كان رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي داني جوردان واثقا من قدرة بلاده على الفوز باستضافة الحدث القاري للمرة الثالثة بعد 1996 و2013، لكن النتيجة جاءت بمثابة مفاجأة للدولة الإفريقية الوحيدة التي استضافت نهائيات كأس العالم عام 2010.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام جنوب إفريقية الأربعاء، اعتبر جوردان "إذا ما قارنا بين جنوب إفريقيا ومصر، فنحن بوضوح نتمتع بالأفضلية، لأننا نملك البنى التحتية، الخبرة... كل شيء في مكانه".
أضاف "أما السياسة، فشأن آخر. الدول العربية متجذرة (بالشق السياسي)، والمقر الرسمي للاتحاد القاري هو القاهرة".
وعندما سئل عما إذا كان الاتحاد المحلي حصل على دعم الحكومة في سعيه للحلول بدلا من الكاميرون، رد جوردان "إجراءات الترشح كانت متأخرة. لقد راسلنا الاتحاد الإفريقي بأنه يتعين عليه أن يعطينا تفاصيل عما يتوقع من الحكومة".
وتابع "عموما المتطلبات (التي يجب توفير ميزانية لها) هي البنى التحتية. لن يكون هناك تكاليف للبنى التحتية" نظرا لجاهزية البلاد في هذا المجال.
في المقابل، اعتبر الرئيس التنفيذي بالإنابة للاتحاد الجنوب إفريقي راسل بول أن بلاده في وضع أفضل من مصر للاستضافة.
وقال بعد التصويت "لا توجد دولة أفضل من جنوب أفريقيا مؤهلة للاستضافة في القارة من الناحية الفنية".
أضاف "بعثنا برسالة الى الاتحاد الإفريقي عن ماهية الشروط في ملف الترشيح لكي نتبعها. كان من المفترض أن تكون ثمة زيارة تفقدية، لكن أحدا لم يأت الى البلاد. كما أن الاتحاد القاري قال بأنه سيتخذ قراره في التاسع من يناير، وإذ بنا نفاجأ بالوفد المصري كان قد وصل قبل فترة مع ممثلين عن حكومته وجاهزا لتقديم ملفه".
وكان رئيس الاتحاد القاري أحمد أحمد قد قال، منذ أسابيع، أن القرار سيعلن في التاسع من الشهر الحالي اثر اجتماع للجنة التنفيذية في العاصمة السنغالية دكار. لكن الاتحاد أعلن بشكل غير متوقع ليل الإثنين، تقديم موعد الاجتماع والقرار الى صباح الثلاثاء.
وأعاد الاتحاد فتح باب الترشح بعد قرار سحب التنظيم من الكاميرون.
ورجحت التقارير أن يؤول تنظيم البطولة الى المغرب، بينما أعلنت مصر عزوفها عن الترشح ودعمها أي بلد عربي يرغب في ذلك. لكن القاهرة عادت وأقدمت على ذلك بعدما إعلان المغرب رسميا أنه لن يترشح.
الى ذلك، رأى مصدر قريب من الاتحاد أن نتيجة التصويت الكبيرة لصالح مصر وضد جنوب إفريقيا، ترتبط بموقف جوهانسبرغ بالتصويت لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة والمكسيك وكندا لاستضافة مونديال 2026، وذلك خلافا لرغبة الاتحاد الإفريقي بدعم الترشيح المغربي.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن هذا الأمر أثار غضب أحمد، معتبرا أن "تصويت جنوب إفريقيا للولايات المتحدة لا سيما بعد قيام الرئيس دونالد ترامب بانتقاد سكان القارة الإفريقية، اعتبر ضد مصالح إفريقيا".
وتابع "الشعور قبل عملية التصويت في دكار، بأن مصر كانت مرشحة لحسم الأمر في صالحها لكن أحدا لم يتوقع فوزا بهذا الفارق".
وأكد رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أن الدعم الحكومي لعب دورا بارزا في ترجيح كفة مصر، قائلا "كان التقرير في ما يتعلق بالبنى التحتية متساويا، ثم اعتمدنا على الدعم الحكومي وتبين لنا أن مصر تتفوق في ذلك".
وأضاف "ثمة أعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لم يلمسوا دعم حكومة جنوب إفريقيا للمضي بهذا المشروع (الاستضافة)".