جودة مياه الشواطئ المغربية.. 52 محطة شاطئية غير صالحة للاستحمام

أحمد مدياني

كشف البرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام والرمال للشواطئ المغربية، عن لائحة الشواطئ المطابق لمعايير جودة مياه الاستحمام وغير المطابقة لها، وذلك وفق معايير جديدة صارمة، اعتمدتها وزارة الطاقة والمعادن والبيئة - قطاع البيئة.

لقد عرف عدد الشواطئ التي شملها برنامج الرصد على "مدى سنوات تطورا مستمر، حيث انتقل من 50 شاطئا سنة 2000، و79 شاطئا سنة 2002، ليصل حاليا الى 175 شاطئا. وقد عرفة جودة مياه الاستحمام الشاطئية، طبقا للمعيار الوطني 200-03.7 NM الخاصة برصد جودة مياه الاستحمام، تحسنا ملحوظا".

وحسب نتائج البرنامج التي توصل "تيلكيل عربي" بنتائجه، اليوم الاثنين 8 يوليوز، فإن عدد المحطات الشاطئية غير مطابقة لمعايير الاستحمام، بلغ هذا العام 52 محطة، موزعة على مجموعة من العمالات والأقاليم، كما يوضح الجدول المرفق بنتائج البرنامج.

معايير جودة مياه الاستحمام

اعتمدت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة - قطاع البيئة، لرصد جودة مياه الشواطئ هذا العام، معياراً أكثر صرامة في تحليل عينات المياه. وحسب ما توصل به "تيلكيل عربي" من الوزارة فإن  "وجود المؤشرات المكروبيولوجية موضوع الرصد بمياه الاستحمام، على تلوث مناطق الاستحمام بالملوثات البرازية، وبذلك تمثل مؤشرا على مستوى تلوث هذه المناطق بالمياه العادمة، وكذا احتمال تواجد جراثيم مسببة للأمراض. فكلما كانت موجودة بكمية أكبر، ارتفع خطر الإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه".

وقد وصل المعيار المغربي NM 03.7.200  إلى مداه (خاصة من حيث التحكم في مصادر التلوث واخبار المصطافين) ونظرا لالتزامات المملكة (خاصة اللواء الأزرق)، اعتمد المغرب منذ سنة 2014، المعيار الجديد 199NM 03.7. المنبثق من التوجيهات الأوروبية الجديدة الخاصة بتدبير مياه الاستحمام ل 2006، والذي تم تطبيقه تدريجيا لتصنيف جودة مياه شواطئ المملكة.

ويرتكز هذا المعيار المغربي الجديد على إرساء آلية التدبير الاستباقي لجودة مياه الاستحمام على أساس تصنيف المياه خلال 4 سنوات الأخيرة المتتالية. كما يعرف هذا المعيار "مستويات معيارية" أكثر صرامة من المعيار القديم، مع انجاز ملفات بيئية (profils) لتدبير مياه الاستحمام لأصحاب القرار، والتي تمكن من تثمين جميع الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف مدبري الشواطئ لحماية المصطافين من مخاطر تلوث مياه الاستحمام وإعلانها لعموم المصطافين مع الحفاظ على التراث الساحلي. وبالتالي، يتم تصنيف مياه الاستحمام حسب المعيار الجديد إلى 4 تصنيفات وهي "ممتازة" و"جيدة" و"مقبولة"، التي تعد صالحة للاستحمام، والصنف "رديئة "، غير صالحة للاستحمام.

وخلال هذه السنة تم تصنيف مياه الاستحمام لشواطئ المملكة حسب المعيار الجديد، حيث اعتمد هذا التصنيف على نتائج الرصد للأربع المواسم المتتالية الماضية، والتي تمتد ما بين 2016 و2019.

نتائج الرصد

وأورد  البرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام والرمال للشواطئ المغربية،وفق المعيار الجديد 199NM 03.7. المنبثق من التوجيهات الأوروبية الجديدة الخاصة بتدبير مياه الاستحمام لـ 2006.

وكشفت نتائج الرصد أن 52 محطــة غيــر مطابقــة للمعياـر"NM 03.7.199" (أي بنســــبة 12,32%) خــلال هــذا الموســم، تتواجد ب 30 شاطئا موزعا على 6 جهات ادارية (المرفق 1). هذه المحطات من المحتمل أن تكون قد خضــعت لتأثيــر تدفــق الميــاه العادمــة، أو ارتفــاع كثافــة المصطافين، أو نقص في التجهيزات الصحية وأيضا للتغيرات المناخية، خصوصا فيما يهم تدفقات مياه الأمطار الملوثة أحيانا التي تصل مباشرة إلى الشواطئ عن طريق مجاري المياه.

تطبيق لمعرفة جودة مياه البحر

وأشارت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة - قطاع البيئة، في نتائج  البرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام والرمال للشواطئ المغربية، أنه "تطبقا لمقتضيــات المعيار المغربي " NM 03.7.199" المتعلق برصد جودة مياه الاستحمام، ما فتئ المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث القيام  بتسخير كل الوسائل المعلوماتية المتاحة للإخبار حول نتائج جودة مياه الاستحمام الى العموم".

وأضافت أنه "تم وضع موقع إلكتروني للمختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث لنشر نتائج برنامج الرصد. هذه المبادرة، التي تستجيب لمقتضيات القانون رقم 13-31 بخصوص الحق في الحصول على المعلومة، تمكن من : (1) تحيين بيانات ونتائج رصد جودة مياه الاستحمام بانتظام، (2) ولوج الفاعلين الجهويين والمحليين من اجل تحميل بيانات رصد جودة مياه الاستحمام من اجل نشرها وبشكل منتظم على مستوى كل الشواطئ".

في السياق ذاته، تم إحداث تطبيق يمكن تحميله على الهواتف واللوحات الذكية، ويُمكن المتصفح من الحصول عل المعلومات الضرورية عن الشواطئ، كجودة مياه الاستحمام، والمسار الذي بالإمكان سلكه للوصول اليها، وكذا معلومات عن البنيات التحتية والخدمات المتوفرة في عين المكان.

رصد جودة رمال الشواطئ

وذكرت نتائج البرنامج، أنه "وعيا بالمخاطر القائمة على مستوى الرمال، والمرتبطة بتواجد ملوثات مختلفة (مكروبيولوجية، الفطريات النباتية، النفايات البحرية....) والتي لا ينبغي إهمالها، وتكميلا للبرنامج الوطني لرصد جودة مياه الاستحمام، قامت مديرية الموانئ، برصد جودة رمال الشواطئ، همت ما بين 10 شواطئ سنة 2010، و26 شاطئا سنة 2016".

وابتداء من سنة 2017، تضيف الوزارة الوصية، "تابع قطاع البيئة بشكل احادي القيام بهذا الرصد، حيث هم 45 شاطئا خلال 2018، و53 شاطئا سنة 2019 (22 منها على الواجهة المتوسطية و31 على الواجهة الاطلسية موزعة على التسع جهات الساحلية) و60 شاطئا خلال سنة 2020".

وقد هم هذا البرنامج القيام بحملات لأخذ عينات من الرمال وتقيم جودتها، بإنجاز تحاليل فيزيائية وكيميائية (المعادن الثقيلة والهيدروكربونات .....) والفطريات النباتية (التي يمكن أن تشكل مصدر انتقال بعض الامراض الجلدية للمصطافين).

وفي إطار تنفيذ الالتزامات الإقليمية الخاصة باتفاقية برشلونة التي صادق عليها المغرب، فهذه الشواطئ خضعت لحملات لتحديد وتوصيف النفايات البحرية (بما في ذلك البلاستيك والبوليستيرين، الزجاج، الورق والورق المقوى، المعادن، والأقمشة، والمطاط، والنفايات المتعلقة بشباك الصيد، والخشب، والنفايات المرتبطة بالنظافة....).وقد تم انتقاء الشواطئ المعنية طبقا لمواصفات محددة، وتم إجراء عمليات هذا الرصد وفقاً للمعايير الدولية، خاصة بروتوكــولات ومبادئ برنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطة عمل البحر الابيض المتوسط الخاصة برصد النفايات البحرية الشاطئية.

وتبين نتائج التحاليل الكيميائية للرمال عن كشف بعض المعادن الثقيلة بالعينات المأخوذة، لكنها لا تتعدى العتبات المرجعية. بينما لم يتم العثور على الهيدروكاربورات بالعينات المأخوذة، بينما كشفت وجود بعض الفطريات ببعض الشواطئ.

أما بخصوص توصيف النفايات البحرية الشاطئية، فان توزيع النفايات، على المستوى الوطني، يشير إلى أن أغلب مكونات النفايات البحرية تنتمي الى صنف "البلاستيك/البوليستيرين"، الذي يمثل لوحده حوالي 84 في المائة من مجموع النفايات التي تم تجميعها على مستوى الشواطئ التي خضعت للرصد.

وقد تم أيضا انجاز مشروعين نموذجيين، بشراكة مع جمعيتين محليتين تنشطان في مجال حماية البيئة البحرية المتوسطية:

الأول"تبني شاطئ" (Adopter une plage)، سهرت على تنفيذه جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع طنجة، وتم انجازه على مستوى 4 شواطئ متوسطية، حيث بينت النتائج ان صنف "البلاستيك/البوليستيرين"، يمتل لوحده حوالي 74 في المائة من مجموع النفايات التي تم تجميعهاعلى مستوى هذه الشواطئ.

والثاني يتعلق ب"صيد النفاية" (Pêche aux déchets)، سهرت على تنفيذه جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء ب 3 مواقع بميناء الصيد التقليدي بالفنيدق. وقد بينت النتائج ان صنفي "البلاستيك/البوليستيرين" و"النسيج"، تمثلان حوالي 94 في المائة من حيث العدد وحوالي 80 في المائة من حيث الوزن من مجموع النفايات التي تم تجميعها من قعر البحر على مستوى المواقع الثلاثة.