تقترح المندوبية السامية للتخطيط حلا وسطا لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، منذ رفع الحجر الصحي الشامل على الصعيد الوطني.
واقترحت المندوبية السامية للتخطيط، تطبيق حجر صحي معمم ليوم واحد في الأسبوع حتى نهاية العام الجاري، مشددة على أن خطر حدوث موجة كبيرة للوباء لا يزال مرتفعا.
وأوردت المندوبية في مذكرة تحليلية للوضع الوبائي لـ"كوفيد 19"، أنه "منذ نهاية الحجر الصحي، بالإضافة إلى آفاق تطوره بحلول نهاية العام الجاري إن استخدام الاحتواء الكامل على مدى فترة طويلة يمكن أن يشل الاقتصاد الوطني، خصوصا وأن آثار استراتيجية الاحتواء الشامل الأولى لمدة 82 يوما، مازالت ملموسة على مستوى النسيج الاجتماعي".
وأوضحت المندوبية أن تطبيق الحجر الواسع النطاق بصفة متقطعة، قد يثبت فعاليته في تثبيط اتجاه العدوى الجديدة.
واعتمدت المندوبية على محاكاة تأثير استراتيجية حجر معمم ليوم واحد في الأسبوع على المستوى الوطني وعلى مستوى الجهات ذات التطور المقلق للوباء مقارنة بالتوقعات حتى حدود دجنبر 2020.
ووفقا لنتائج المحاكاة فإن استراتيجية الاحتواء الأسبوعية لن تسمح بانخفاض مهم في العدوى على المدى القصير، ولكنها قد تبطئ بشكل كبير من معدلها على مدى فترة أطول.
ووفق تقدير المندوبية، فإن تطبيق الحجر الكامل لمدة يوم واحد خلال 6 أسابيع يقلل من قابلية الانتقال بنسبة 10 في المائة، في نهاية هذه الفترة.
وأن الفرق المسجل بين الحالات التي تمت محاكاتها بالاستراتيجية المقترحة واتجاه التوقع، سوف يزداد بوتيرة مهمة مع توالي الأسابيع، مما يسمح بالاستفادة من هامش السيطرة على الموقف واتخاذ القرار.
وتقول المندوبية إنه يمكن أن تجنب هذه الاستراتيجية إصابة 72 ألف شخص على المستوى الوطني في نهاية دجنبر، وحوالي 35 ألف و8900 و4000 على التوالي بجهات الدارالبيضاء سطات والرباط سلا القنيطرة ومراكش آسفي.
وقالت المندوبية إن ترقب الإصابات الجديدة يكشف عن حالة وبائية "مقلقة" مع إمكانية ظهور موجة أقوى من التكاثر في حالة رفع إجراءات الاحتواء الجزئي، والتي يجري تنفيذها حاليا في مناطق عديدة، وتتوقع المندوبية أن يستمر تطور معدل الوفيات بمعدل 1,9 اعتمادا على التطور الوبائي الحالي، مما ينذر بحالة وبائية صعبة مع إمكانية اعتبار الوصع الصحي المرتبط بكوفيد19 قابلا للاحتواء على المستوى الاستشفائي باحتمالية كبيرة.
وكشفت تحليل للوضع الوبائي لـ"كوفيد-19" منذ نهاية الحجر الصحي، أن عدد الإصابات بالفيروس ارتفع بشكل حاد في فترة ما بعد الحجر الصحي، حيث تجاوز عدد الإصابات ألف حالة في اليوم بنهاية يوليوز، وتسارع الإصابة خلال شهر غشت بزيادة قدرها 157 في الماءة من الحالات بالمقارنة مع الأشهر الخمسة الأولى من الوباء.