"حرب البلاغات" تندلع بين حمدي ولد الرشيد وعبد الواحد الفاسي

محمد فرنان

خرج الخلاف بين حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ومنسق الجهات الجنوبية الثلاث، وعبد الواحد الفاسي، القيادي حزب الاستقلال السابق، الذي دام سنوات إلى العلن، عبر ما يسمى بـ"حرب البلاغات".

وجاء في توضيح حمدي ولد الرشيد، نشره في صفحته الرسمية، اليوم الأحد، أن "عبد الواحد الفاسي، حاول تمرير رسائل مشفرة من خلال نص تعزية، مع أن المقام والحدث الجلل بوفاة المرحوم عبد الحق حقيق كان يقتضي بل ويفرض الترفع عن الخوض في الشؤون السياسية، غير أن صاحبنا اختار المكان والزمان غير المناسبين لنفث سمومه باستحضار هزيمته المدوية من بوابة صناديق الإقتراع سنة 2012".

واستغرب حمدي في رده، ما ورد في  تدوينة عبد الواحد الفاسي، واصفا إياها بأنه "أخطأ من جديد العنوان، بالنظر لفشله ولحدود اللحظة، في تجرع مرارة هزيمته المدوية بمحطة المؤتمر السادس عشر، حيث خرج صفر اليدين بعد أن صوت مناضلو ومناضلات الحزب لصالح التحالف المعلن وعلى رؤوس الأشهاد، وهو ما يكشف الثقة الجارفة التي يحظى بها حمدي ولد الرشيد من لدن برلمان الحزب، وهو ما توج برسوب عبد الواحد الفاسي في كسب هذا الإستحقاق في أجواء حرة وديمقراطية بشهادته هو نفسه، والتي ما زال اليوتيوب يحفظ مقاطعها".

وأشار إلى "المفردات والمصطلحات التي اختارها عبد الواحد الفاسي، تمتح من معجم تجاوزه الزمن، وتكشف العقد النفسية التي على ما يبدو ضاق بها صدر الرجل الذي بات عاجزا عن إخفائها ولدرجة البوح بها بمضمون تعزية دون مراعاة لهيبة الحدث، ولم يكن ليدعم مرشحا لقيادة الحزب سبق وأن فشل في حجز مقعد له بالانتخابات التشريعية بمدينة سلا، وهو ما يضيف رفضا شعبيا لشخصه".

وتابع: "مما يزيد الطين بلة المسار الرجل المترنح والذي تعتريه الكثير من الشوائب إقدامه على الاستقالة من تدبير وزارة الصحة، بعد الإخفاق في معالجة عديد الملفات التي كان موضوعة على مكتبه، حيث اختار الهروب من موقع المسؤولية بدل التحلي بالشجاعة، والانكباب على حلحلة أحد أهم القطاعات الحيوية بالنسبة لعموم الشعب المغربي".

وشدّد على أن "مؤتمر حزب الاستقلال لسنة 2012 وجه رسالة واضحة لعبد الواحد الفاسي برفض قطاعات كبيرة من المجلس الوطني للحزب لشخصه على إعتبار أنه لا يتمتع لا بالكاريزما ولا معايير القيادة لتولي الأمانة العامة للحزب".

ولفت إلى أن "حمدي ولد الرشيد القيادي بحزب الإستقلال طالما ترفع عن الخوض في سفاسف الأمور، عل وعسى أن يستوعب عبد الواحد الفاسي الأمر الدرس، بيد أنه وللأسف الشديد، فهم هذا الأخير الموضوع بشكل خاطئ، وتمادي هذه المرة كثيرا باستحضار عبارات من قبيل احتلال الحزب والهيمنة عليه وكأن الرجل يتحدث عن ضيعة أو شركة خاصة قام بتحفيظ ملكيتها بإسمه، والحال أن ضمير الأمة هو ملك لجميع المغاربة، وأنها مفرادات تشكل تجل صارخ لرفض عبد الواحد للأدبيات الديمقراطية المؤطرة والمنظمة للحزب، والتي لفظته خارج مختلف هياكله".

واستحضر بمعرض رده على أن "عبد الواحد الفاسي لطالما أساء للحزب بتهجمه على قيادته أكثر من مرة، في إطار محاولاته الحثيثة عبثا لضرب صفوف الحزب وشق وحدته وهدم قلاعه الحصينة، وهو ما فشل به أيضا بدرجة امتياز".

ودعا حمدي ولد الرشيد، عبد الواحد الفاسي أن "يدرك الواقع كما هو، وليس بما يحلم به أن يكون، وأن يعرف أن عقارب الزمن أبدا لن تعود للخلف، وأن مكانة أي شخص بقيادة الحزب رهينة بأصوات مناضلوه ومناضلاته، وليس بالبكائيات تعلى جدران مواقع الخيال الإجتماعي، وأن محطة المؤتمر الثامن عشر بانت على الأبواب ولا يفصلنا عنها سوى بضعة أشهر لتفتح أبواب الترشح من جديد، وعبد الواحد الفاسي مدعو لخوض هذا النزال الإنتخابي للوقوف على مكانته الحقيقية بالحزب، بعيدا عن منطق التعيين أو التفويض او التوريث، وسأظل وفيا لمبادئه وقيمه ولا صوت يعلو على صوت الديمقراطية وصناديق الاقتراع".