نيويورك - سليمة يعقوبي سوسان/ ياسين مجدي
التقى ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي يوم أمس الأربعاء 4 أبريل، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس في نيويورك. لقاء تبادل خلاله المسؤولان معلومات عن التطورات الأخيرة التي تعرفها قضية الصحراء. ومن بين أهم ما تناوله اللقاء، ضرورة إشراك الجزائر في مسار الحل، وتقديم أدلة تتعلق ببناء جبهة البوليساريو لمنشآت لها شرق المنطقة العازلة، ومدى احترام الاتفاقات التي تشكل إطار عمل الأمم المتحدة في المنطقة.
وسلم بوريطة للأمين العام للأمم المتحدة خلال اللقاء ذاته، رسالة الملك، وأبرز ما جاء فيها، أن "التطورات التي تعرفها منطقي تيفاريتي وبئر الحلو تعتبر تهديداً لوقف إطلاق النار وانتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة فضلاً عن العملية السياسية"، كما أشارت الرسالة بشكل واضح إلى مسؤولية الجزائر عن هذه الأوضاع بشكل مباشر.
وقدم بوريطة خلال اللقاء دلائل المغرب حول الانتهاكات التي تقوم بها جبهة البوليساريو شرق الجدار العازل، ورفض وصف تحركاتها بـ" الاستفزازات العسكرية" فقط، بل "تقوم بإنشاء مبان ومنازل عسكرية وابتزاز لقوات الأمم المتحدة". حديث شدد عليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، خلال ندوة صحفية، عقدها عقب لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، وأبرز خلالها أن المغرب يتوفر على دلائل تؤكد ما ينبه إليه من تطورات خطيرة، وقال بوريطة بهذا الصدد: "لقد جئنا بالوثائق والحقائق"، قبل أن يعرض أمام الصحافيين صوراً جوية تظهر المباني التي أنشأتها جبهة البوليساريو في بئر لحلو وتيفاريتي.
وأشار بوريطة في معرض حديثه للصحافيين عن دعم الجزائر المباشر للانفصاليين، وقا إن "الجزائر هي موطن دعم دبلوماسي قوي للبوليساريو"، قبل الشروع في طرحه لسلسلة من الأسئلة الاستنكارية، ومن بينها "من يتحرك ومن يقترب من البوليساريو؟ ومن يعبر عن نفسه لصالح جبهة البوليساريو؟ من يسلحها؟ من يمولها؟ من الذي يزودها بجوازات السفر؟ ومن الذي يؤوي مؤتمراتهم؟"
"إذا لم تتغير الأمور، فإن المغرب يبقي جميع خياراته مفتوحة، ولن يسمح بتغيير للأوضاع على الأرض". عبارة حسم بها بوريطة موقف المغرب من أي تحرك للبوليساريو شرق الجدار العازل، وشدد على أن هذا الوضع "تهديد حقيقي لوقف إطلاق النار، ونقل جندي واحد يعني ذلك". ليحمل بعد ذلك المسؤولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن ضمان استمرار وقف إطلاق النار في المنطقة.