وثّق بث مباشر لحظة إضرام شاب النار في نفسه، يوم 3 مارس الجاري، وذلك بعد إحساسه بالظلم و"الحكرة" من طرف عناصر الأمن، الذي رفضوا فتح تحقيق في حادث الاعتداء الذي تعرض له بسوق السمك بالجملة، بمنطقة الهراويين الدار البيضاء، يوم 28 فبراير المنصرم.
وحسب رواية الشاب زكرياء (20 عاما)، "تم الاعتداء عليه، بشكل عنيف، من طرف شخصين يعملان في سوق السمك المذكور، ضاقا به كمنافس جديد، بعد اكترائه لـ"الشاريو" الذي يحمل الرقم 26، من أجل كسب قوت يومه، وذلك بعدما كانا يستغلان العربة التي اعتقل صاحبها وتركها هناك".
وقال زكرياء إنه "تقدّم بشكاية ضد المعتديين عليه، يوم فاتح مارس الجاري، بمركز الشرطة الكائن قرب إقامة التفاح، بمنطقة الهراويين، مرفوقا بشهادة طبية تبين عجزه لمدة 21 يوما، ليتم اعتقالهما بالفعل، قبل أن تتم بعد ساعات قليلة، متابعة أحدهما في حالة سراح، بسبب دفعه للرشوة".
وأضاف الشاب أنه "طلب من عناصر الأمن الرجوع إلى جهاز التسجيل الخاص بكاميرات السوق، واستدعاء أحد رجال القوة المسؤولين هناك، كشاهد على ما حدث، بحكم أنه هو من خلّص زكرياء من بين أيدي المعتديين، حتى يتم التأكد من حصة روايته، إلا أنه تم تجاهل كلامه ولم يفتح تحقيق في الحادثة".
وتابع زكرياء أنه "حينما عاد إلى المركز من أجل تسلم الوصل للتوجه إلى المحكمة، قام عناصر الأمن بتفتيشه دون سبب، وسبّه بعبارات تحمل إيحاءات جنسية، قبل أن يتم سحب الوصل منه".
وأنهى الشاب البث بصبّ البنزين على جسده، ما دفع شخصا كان يرافقه إلى محاولة ثنيه عن ذلك، إلا أن محاولته باءت بالفشل؛ حيث أضرم زكرياء النار في جسده، وسط صراخ زبائن المقهى الذي كان جالسا به، قبل أن يتم قطع البث.