أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، في تصريح لموقع "تيلكيل عربي" أن "الأنفلونزا الموسمية تبدأ في أوروبا عادة في نهاية شهر نونبر، بينما نحن نشهد تأخرًا في ذلك بحوالي شهر، حيث تبدأ الحالات في الظهور لدينا تقريبًا في نهاية دجنبر".
وأفاد خمضي بأنه "لا يمكن الجزم بأن معظم الحالات الحالية هي حالات أنفلونزا، إذ من المحتمل أن تكون نادرة. والحالات التي نراها الآن تشمل "كوفيد-19"، بالإضافة إلى بعض الحالات المرتبطة بالإصابات التنفسية التعفنية من أصناف أخرى". مشيرًا إلى أن الحالات الأولى تبدأ بالظهور خلال شهر نونبر ونهاية شهر دجنبر، ويبدأ انتشارها الحقيقي في نهاية السنة وبداية السنة الجديدة وتسجل دروة الإصابات خلال أوائل شهر فبراير لتنحسر في شهر مارس".
وكشف حمضي، من خلال وثيقة توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منها أنه "على الرغم من أن الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا للجميع. فالإصابة نادرا ما تكون خطيرة أو مميتة لدى الشباب الأصحاء، إلا أنها قد تكون خطيرة للغاية بل مميتة حين تصيب الفئات الهشة".
وأوضح حمضي، أن "التطعيم ضد الأنفلونزا يكون في أوائل الخريف أحد أكثر أدوات الوقاية فعالية، حيث يحمي ما يصل إلى 90٪ من العدوى و50 إلى 80٪ ضد الحالات الشديدة والوفيات لدى كبار السن. والتطعيم آمن وفعال وذلك مثبت على نطاق واسع بعد حوالي 80 عاما من استخدام هده اللقاحات ومليارات الجرعات المستعملة".
وعن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المضاعفات والأشكال الحادة، أفاد أنه "عادة ما تتعافى الأنفلونزا لدى الشباب الأصحاء بعد سبعة أو عشرة أيام من المرض، مع التوقف عن الدراسة أو العمل، إلا في حالات نادرة عندما تكون شديدة. يمكن أن تكون خطيرة أو حتى مميتة لدى الأشخاص الضعفاء في سن من تزيد أعمارهم عن خمسة وستين سنة أو أقل من خمس سنوات، ووجود أمراض مزمنة أو ضعف جهاز المناعة، والنساء الحوامل والسمنة ".
وفي السياق ذاته، أضاف حمضي، أن " الأنفلونزا تؤثر على مليار شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، مع أكثر من 5 ملايين حالة شديدة وما بين 300,000 و650,000 حالة وفاة سنويا".
وفيما يتعلق بالأعراض، أشار حمضي إلى أن "الحمى تتراوح ما بين (38 درجة أو حتى 40 درجة)، قشعريرة، سعال جاف، تعب، إرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، آلام العضلات، القيء والإسهال في بعض الأحيان".
وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه "لا يزال التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا الموسمية ركيزة أساسية للوقاية. إلى جانب مراقبة نظافة اليدين الصارمة وتجنب أي اتصال مباشر مع الأشخاص المصابين هي قواعد يجب مراعاتها لتجنب الإصابة أو نقل العدوى للآخرين، خاصة وأن العدوى تبدأ حتى قبل ظهور الأعراض الأولى".
وفيما يخص لقاح الأنفلونزا، فالمجموعات ذات الأولوية، الفعالية، والسلامة، قال إن " التطعيم يحمي 50 إلى 90٪ من العدوى، حسب ضراوة السلالات المنتشرة، والحالة المناعية للأشخاص وأعمارهم. كما يحمي التطعيم كبار السن من الحالات الشديدة بنسبة 30 إلى 80 في المائة ويقلل من معدل الوفيات بنسبة 50 إلى 80 في المائة. واللقاح مفيد لكل شخص يزيد عمره عن ستة أشهر، ومع ذلك، يوصى به كأولوية للفئات المعرضة لخطر متزايد للإصابة بمضاعفات (الفئات الهشة) والمجموعات المعرضة لخطر التلوث أو انتقال العدوى (المهنيون الصحيون، والأشخاص في حاشية الأشخاص المعرضين للخطر، وما إلى ذلك)".
وأكد أن "لقاحات الإنفلونزا ليست مناسبة لحديثي الولادة أو الرضع دون سن ستة أشهر، لكن تطعيم النساء الحوامل، اللواتي يحمون أنفسهن وحملهن، يحمي أيضا المواليد الجدد والرضع أقل من عمر ستة أشهر بفضل الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم".