فتح الدولي المغربي امبارك بوصوفة قلبه إلى مجلة "فرانس فوتبول"، قبل ساعات فقط من مباراة المغرب والبنين، برسم ثمن نهائي مسابقة كأس أمم إفريقيا 2019، والتي تقام على الأراضي المصرية، بحضور 24 منتخباً بدلا من 16.
بوصوفة اللاعب الذي "فاجئ" الجميع بأدائه في مباريات الأسود بدور مجموعات الكأس القارية، تم اختياره في مناسبين الأفضل، متفوقا على عدد من زملاءه الذين خطفوا الأضواء اهتمام الإعلام قبل انطلاق التظاهرة القارية. "تيل كيل عربي" ترجم مضامين حوار بوصوفة، ورصد أبرز أجوبته، بخصوص مواجهة البنين، وعلاقته بالناخب الوطني هيرفي رونار، إضافة إلى موعد اعتزاله اللعب.
هل كنت تنتظر فوز المغرب بالمباريات الثلاث بدور مجموعات "الكان"؟
لا أعتقد بأن أحدا كان يتوقع ذلك، لأن فترة الاستعدادات للبطولة القارية لم تكن مرضية، بعد هزيمتنا وديا أمام منتخب غاميبا ثم زامبيا، لقد كان الأمر صعبا عليا. تعرضنا إلى الانتقادات حينها، لكننا أجبنا في الميدان بتحقيقنا لـ 9 نقاط من أصل ثلاث مباريات، أمام ناميبيا، والكوت ديفوار، ثم جنوب إفريقيا.
هذه السنة المغرب كان محظوظا منذ انطلاق "الكان"، خصوصا في مباراة ناميبيا عندما سجل لاعب ضد مرماه في الدقائق الأخيرة، ما هو تعليقك؟
إنها كرة القدم، ويمكن حدوث أشياء عديدة بسرعة. السنة الماضية، المنتخب المغربي انهزم أمام إيران بهدف ضد مرمانا في الدقيقة 95 من عمر المواجهة، وحاليا الأمور كانت في صالحنا. أحياناً يمكنك تقديم مباريات كبيرة وتخسر، ومرة أخرى يمكنك اللعب بشيء سيء لكنك تفوز، تبقى كرة القدم، ولا قانون لها.
في ثمن النهائي ستواجهون منتخب البنين، كيف ستتعاملون مع هاته المباراة؟
مباراة اليوم ستكون استمرارية لما قدمناه منذ بداية المسابقة القارية، وأعتقد بأنها مباراة صعبة، وستلعب على تفاصيل دقيقة، وعلينا الاستحواذ على الكرة والتسجيل. وبالرغم من أن البنين ليس بالمنتخب المعروف، إلا أنه خصم لا يستهان به، فقد هزم الجزائر بالتصفيات، وتمكن من فرض التعادل على الكاميرون ومنتخب غانا بمرحلة دور المجموعات.
المنتخب واجه مشاكل أمام جنوب إفريقيا ورونار لم يكن راضيا، ماذا يمكنكم تصحيحه في مباراة اليوم؟
في الشوط الثاني من المباراة كنا أفضل بكثير، لأننا عرفنا كيف نتعامل مع نهج الخصم، وأرى بأنه في بعض المراحل يجب أن نكون أكثر تركيزاً وتطبيقا للتعليمات. يمكننا دائما التحسن في لعبنا، وفي الأخيرة النتيجة تبقى الشيء الوحيد المهم جداً لنا.
على المستوى الشخصي مررت بموسم لاعب ولم يكن نادي ونفس الأمر الآن، ما هو ردك؟
بعد إسدال الستار على مونديال روسيا، وخلال بداية الموسم الجاري، كان الأمر صعباً للغاية بالنسبة لي، لكن البقاء دون نادي يبقى خياري، وواصلت التداريب لأبقي على جاهزيتي البدنية. عندما تصل إلى عمر معين في كرة القدم قد يزيد وزنك بسهولة وبسرعة، ولكن هذا لم يحصل معي، رغم أنني توقفت عن المنافسات لستة أشهر. أما بخصوص الشطر الثاني من الموسم، فقد اخترت فريقي وخضت مع العديد من المباريات، وأعتقد بأنني كنت مستعداً للعودة للمنافسات رغم التوقف.
هل سبق لك وكنت متخوفاً من فقدان مكانتك مع المنتخب بالفترات الأخيرة؟
ليس لدي أي سبب للخوف، وإن اتصل بي المدرب هيرفي رونار ليخبرني بأنه لن يستدعيني أبدا لتمثيل المغرب، لقبلت بالأمر، لأن له كامل الصلاحيات لاختيار مجموعته، وسيكون الأمر طبيعيا بالنسبة لي. دائما لحظات صعود وأيضاً نزول في الحياة، ومثل هاته الأمور تحدث. عموماً، لم أكن وحدي في نفس الوضع، فنبيل درار بدوره كان يعاني نفس الأمر، وهاته الأشياء هي جزء من حياة لاعب كرة القدم، ومشواره الاحترافي. لدينا مجموعة تعرف بعضها البعض ومتماسكة منذ ثلاث سنوات كعائلة واحدة، نحن دائما معا ونثق في بعضنا البعض بالتأكيد.
أنت جزء من جيل موهوب لكنه لم يفز بأي لقب مع المغرب، ماذا تغير في نسخة 2019 من "الكان"؟
لقد مضى وقت طويل ونحن كمجموعة واحدة ونعرف بعضنا البعض بشكل جيد، وهذا الأمر في اعتقادي يعود للمدرب، والعمل الكبير الذي قدم. المدرب، هيرفي رونار يفهم جيدا الكرة الإفريقية، ولقد استطاع إعطاء بصمة خاصة للمنتخب، وأعتقد أن هاته الأشياء فاتتنا سابقا.
ما هي البصمة التي صنعها رونار؟
بداية الإيمان بأن المجموعة وروحها هي أهم من الفرد داخل المنتخب الوطني المغربي، والقتال بأرضية الملعب من أجل بعضنا البعض، هو الشيء الذي علمنا. في إفريقيا، لا يتعلق الأمر دائماً بالموهبة، ما يجعلك تحقق الانتصارات، هو القتال من أجل زملاءك في الفريق، وماذا ستقدم كإضافة.
لقد ساعدنا كثيرا لتطوير طريقة اللعب، وليس من قبيل الصدفة أنه توج سابقاً بكأس أمم إفريقيا، وأيضا قيادة المجموعة بعد غياب لـ 20 سنة، للمشاركة بمونديال روسيا الأخير. جامعة الكرة بدورها قامت بمجهود وعمل كبير، وأمل أن يستمر الوضع بهاته الطريقة.
عندما نسمع لاعبي المنتخب يتحدثون عن رونار، فالانطباع الأول الذي يتبادر للذهن هو إعجابكم به، هل هذا صحيح؟
بالتأكيد نعم. أرى بأنه شخص واضح، ولا يتردد في قول الأمور التي يراها على حق عند الضرورة، فهو يبذل مجهودا كبيرا مع جميع اللاعبين. إضافة إلى كونه مدربا، فإنه في الغالب شخص حيد جيدا، وهو ما تابعناه خلال السنوات الثلاث ونصف التي قضاها مع النخبة الوطنية مدربا لها، ومواصلته لعمله طيلة هاته الفترة قلما رأيناه في المغرب.
لقد أعطانا الكثير، ونريد رد الجميل له، فهو نفس الأمر بنسبة لنا، لشخص يذهب إلى العمل ويقدر رئيسه، ومنطقيا سيكون العمل جيدا بين الطرفين.
رونار يعتمد كثيرا على دور العميد، وأنت حاليا اللاعب الثاني الذي يتولى هاته المهمة، نريد معرفة دورك في مستودع الملابس ومع باقي اللاعبين؟
ليس ضروريا أن أكون أنا من يستلم شارة العمادة بعد مهدي بنعطية، أنا مجرد لاعب خاض مباريات كثيرة مع المجموعة. لقد أمضيت 13 سنة وأنا بقميص المنتخب المغرب، وأعرف جيداً كيف تمر الأمور هنا.
أحاول إعطاء وجهة نظري، والتحدث مع باقي اللاعبين، لكنني لست الوحيد، فهنالك بنعطية، وكريم الأحمدي درار، الذين يعدون من بين العناصر القديمة بكتيبة أسود الأطلس. لدينا علاقة جيدة جدا مع اللاعبين الشباب، والاحترام يسود بيننا، وهذا أمر مهم جدا إن أردنا التقدم سويا.
هل هذه النسخة من "الكان" ستكون بالنسبة لك ولجيلك موعدا لكتابة التاريخ؟
بالتأكيد إن الأمر واضح. نحن نعطي كل شيء في هاته البطولة، ونريد الوصول إلى أبعد حد من البطولة القارية، وسنبذل جهدنا لتحقيق هذا الهدف. بالنسبة لي "الكان" هو فرصتي الأخيرة، وسيكون الأخير في مشواري مع المنتخب الوطني المغربي.