يواصل موقع "تيلكيل عربي" نشر مقتطفات من مذكرات عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول لحكومة "التناوب التوافقي"، التي يكشف عما عاشه خلال تجربته الإنسانية والسياسية التي امتدت لعقود.
في هذه الحلقة نتوقف مع اليوسفي حول حديثه عن اجتماعه لأول مرة مع الولاة والعمال في عهد وزير الداخلية القوي إدريس البصري، وهي الواقعة التي لم تتكرر منذ ذلك الحين رغم اعتماد دستور جديد، ومنح صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة لم يكن يتوفر عليها اليوسفي.
ويتضح من مذكرات اليوسفي أن الاجتماع مع الولاة والعمال كان تحديا بالنسبة لليوسفي أراد أن يثبت من خلاله أنه وزير أول فعلي، وأن جميع الوزراء يتبعون له إداريا.
وفي مذكراته نقرأ"كانت هناك أيضا معركة اجتماع الولاة والعمال مع الوزير الأول، وهو أمر يحدث لأول مرة، حيث أبدى إدريس البصري مقاومة شرسة للحيلولة دون اجتماعي مع أطر القطاع الذي يترأسه السيد وزير الداخلية".
وأضاف "وبعد إصرار مني، كوني رئيس الإدارة المغربية، مما يخول لي الحق في الاجتماع مع من أشاء من أطر الدولة المغربية، وبالأخص تلك التي لها احتكاك مباشر مع الساكنة في مختلف أرجاء البلاد، ولكونها لا تمثل وزارة الداخلية، بل تمثل كل القطاعات الحكومية بدون استثناء"، مشيرا إلى أنه في الأخير تم اللقاء وألقى كلمة لأول مرة كلمة أمام أطر وزارة الداخلية.
يذكر أن اليوسفي خصص حيزا مهما للحديث عن مواجهته مع الراحل إدريس البصري، الذي كان بحسبه يحاول عرقلة أي توجه نحو الإصلاح، وهو ما تبين من خلال تشويشه على عودة أبراهام السرفاتي ومنع مؤتمر منظمة العفو الدولية، ومعارض رفع دعم السكر عن الشركات الكبرى.
اقرأ أيضا:
اليوسفي يتحدث عن جيوب المقاومة
لو توافق الحسن الثاني وبن بركة
اليوسفي والقسم على القرآن
اليوسفي وموت الحسن الثاني